تستعد الهيئة العامة للسياحة والآثار حالياً لافتتاح "قصر صاهود" الأثري التاريخي، الواقع في مدينة المبرز التابعة لمحافظة الأحساء، ليكون موقعاً لإقامة الأنشطة والفعاليات الثقافية والتراثية، ومعلماً سياحياً يستقطب الزوار من داخل وخارج المحافظة. وحولت الهيئة القصر التاريخي بعد ترميمه أخيراً، إلى تحفة معمارية أضفت على المكان دلالة سياحية، ودرة أثرية تزين واحة النخيل، وتستعيد أحداث القرون الثلاثة الأخيرة، وتستنطق 300 عام من الذكريات التي تعود إلى إنشاء قصر صاهود على يد قبيلة بني خالد في أواخر القرن ال 11 الهجري. وقال الباحث ومسؤول الآثار خالد الفريدة إلى "الوطن" خلال جولتها في القصر التاريخي أول من أمس إن بناء القصر يرجح أن يكون خلال الفترة الأولى من حكم قبيلة بني خالد في أواخر القرن الحادي عشر الهجري، حيث كانت مدينة المبرز في ذلك الحين عاصمة لإقليم الأحساء، ويقع القصر على ربوة عالية من ضواحي المبرز، وهو ذو شكل مستطيل، ويبلغ طوله 119 متراً و54 سنتيمتراً، من الغرب إلى الشرق، وعرضه 81 متراً و41 سنتيمتراً من الشمال إلى الجنوب، في حين يبلغ ارتفاعه 8 أمتار و75 سنتيمتراً، ويتوسط مدخله الرئيس الواجهة الغربية منه. وأوضح الفريدة أن أسوار القصر يدعمها 7 أبراج ضخمة، 4 منها في الأركان، و2 في وسط كل من الواجهة الشمالية والجنوبية، أما السابع فيقع في منتصف الواجهة الغربية، وكان يحيط به سور دفاعي منخفض، تهدم كله ماعدا بقايا بسيطة تدل عليه في الجهة الجنوبية، وينتهي ببرج ما زال في الركن الجنوبي الغربي. وأضاف الفريدة قائلاً، إن المتجول في داخل القصر، يجد فيه مجموعة من الغرف، ومسجدا، ودورة مياه، وبئرا، ومكانا للاستحمام، وحوضا للسقيا يرتبط بمكان الاستحمام عبر مجرى وسرداب له فتحتان، واحدة غربية وأخرى شرقية، ربما كان سجناً، أما بقية الساحة فهي فضاء، وبها غرف على الجانبين الشمالي والجنوبي، ويدل اختلاف منسوب الأرضية بالجانبين الشمالي والجنوبي على وجود غرف هدمت وسويت أنقاضها بالأرضية. وأشار الفريدة إلى وجود 4 سلالم بأركان القصر تؤدي إلى الأبراج، وأن ارتفاع السور من الداخل يبلغ 8 أمتار، و45 سنتيمتراً، وله سُلَّمان، أحدهما يؤدي إلى أعلى المسجد لرفع الآذان، والآخر يقود إلى الممر المؤدي إلى غرف الدور العلوي الواقعة أمام البرج الأوسط في الجهة الغربية.