نجح التؤامان الهولنديان ادريا والفونس كينيس عالما الانثربيولوجيا في منح أقدم مومياء عرفتها أوروبا وجها جديدا، من خلال عمل دقيق استغرق قرابة العام لمعالجة جمجمة المومياء ومنحها وجها مألوفا عوضا عن عظام الجمجمة وتجاويف العينين والأنف، واستعان الشقيقان بخامات راقية لتغطية جمجمة رأس المومياء بجلد رقيق تعاونا على تصنيعه، مع ترميم عظام الوجه، لتصبح المومياء جاهزة للعرض في متحف بيلزونا الإيطالي جنوب مدينة تيرول أول مارس المقبل. الشقيقيان وهما بجانب كونهما عالمين يتمتعان بموهبة فنية وخبرة في تصنيف الحفريات وترميمها وإعادتها لصيغتها الأولى، أكدا أن المومياء في وجهها الجديد تحمل عينين بنيتين وشعرا بنيا مع رمادي، والأنف حاد كأنف الساحرات قديما وأن هذه المواصفات تم استقراؤها من الفحص البيولوجي للمومياء، وأنهما يشعران بالسعادة لظهورها بوجه حقيقي للجمهور، خاصة أن الغموض اكتنف ملامح الشخص الذي تمثله رغم مرور 20 عاما من العثور عليها. وكان متسلقون لجبال الألب في إيطاليا عثروا على المومياء أو رجل الجليد الذي أطلق عليه اسم "اوتز" مدفونة في الجليد عام 1991، على ارتفاع 3210 أمتار من سطح الأرض وسط انهيارات جليدية، وأثبت علماء الآثار والبيولوجيا أن عمرها يرجع إلى 5300 عام، أي أنها أقدم مومياء عرفتها أوروبا، وكان بقية تكوينها في حالة جيدة باستثناء الجمجمة التي كانت تحتاج إلى عالم متخصص لترميمها. والمومياء لرجل كان في الخمسين من عمره عندما توفي، أثبتت عملية فحصه أنه كان بني العينين، وأنه كان يعاني من بعض الأمراض، ويتميز بجلد رقيق. يذكر أن المتحف الإيطالي قد خاض جدالا قانونيا طويلا حول حق ملكية المومياء، واضطر العام الماضي لمنح مكتشف المومياء ويدعى هلموت سيمون من بافريا ، 175 ألف يورو ، و سلم المبلغ لأرملة المكتشف وأبنائه ، حيث كان هلموت نفسه قد توفي إبان سنوات الجدل القانوني.