رغم الدموع وإبداء الحزن، فشل المدرب الصربي ميلوفان رايفتش في إقناع الأهلاويين بالأسباب التي دفعته إلى تقديم استقالة مفاجئة من تدريب الفريق الأول لكرة القدم والتي أوجزها في ظروفه الأسرية خصوصاً وأن أخبارا أشارت إلى قبوله عرضا للتدريب في قطر قبل أكثر من شهر وأن رئيس النادي تلقى اتصالاً قطريا يستفسر عن مدة استمرار المدرب مع فريق القلعة. وكتب ميلوفان أمس آخر سطوره مع الأهلي من خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده بمقر النادي بحضور المشرف العام على كرة القدم طارق كيال، بعد موافقته على دفع الشرط الجزائي (راتب شهرين) مقابل فسخ عقده. وسيشرف على الفريق خلال المرحلة المقبلة، مساعد المدرب إليكس لحين التوصل إلى اتفاق مع مدرب من المنتظر أن يكون ممن سبق لهم العمل في السعودية. وأكدت ل"الوطن" مصادر أن رئيس النادي الأمير فهد بن خالد وفور علمه بتمسك ميلوفان بقراره، أجرى اتصالاً مباشراً مع المدرب أولاريو كوزمين لقيادة الفريق الأهلاوي في الفترة المتبقية من الموسم الحالي، إلا أن الاتصالات لم تدم طويلاً نظراً لمغالاة المدرب وطلبه رقماً خرافياً للفترة القليلة المتبقية تصل إلى حوالي مليوني ريال للشهر الواحد حسب تأكيدات المصدر . وينتظر أن يتم فتح باب المفاوضات من جديد مع كوزمين خلال اليومين المقبلين. ولم ينكر ميلوفان التعامل الإيجابي من إدارة الأهلي معه منذ حضوره لتدريب الفريق والتعامل الأمثل من قبل رئيس هيئة أعضاء الشرف الأمير خالد بن عبدالله ورئيس مجلس إدارة النادي الأمير فهد بن خالد والدور والتعامل المميز الذي كانت تقوم به جماهير الأهلي في جميع مناطق المملكة. وقال "ظروفي الصعبة التي مررت بها أخيرا هي من دفعتني للاستقالة، وإلا لبقيت مع الأهلي الذي قضيت معه أجمل أيامي في عالم التدريب قدمت خلالها عملاً جيداً رغم أنني كنت أطمح إلى تقديم المزيد". ورفض ميلوفان ربط استقالته بأية تدخلات إدارية في عمله الفني, مؤكداً أنه مدرب محترف لا يقبل أي تدخل من قبل أي مسؤول. وقال "لم يكن هناك أي تدخل في عملي بل العكس تماما تعاملت مع محترفين لبوا كافة متطلباتي التي أوصيت بها ولم يكن هناك أي تدخل من أي شخص في عملي". وأوضح أن الأهلي يضم عددا كبيرا من اللاعبين المميزين القادرين على تحقيق نتائج إيجابية مع الفريق, مشددا على أن صفوف القلعة ليست بحاجة إلى أي لاعب أجنبي في الفترة الحالية. وعن اتهامه بالهروب من مباراة الخميس المقبل أمام الغريم الاتحاد، قال "أنا لا أخشى أي فريق فقد حضرت للأهلي ودربته ليومين فقط وقدت تدريبه أمام الاتحاد". وقدم ميلوفان اعتذاره لجماهير الأهلي على تقديم مصلحته الشخصية عليها. من جهته أوضح طارق كيال أن ظاهرة تعدد المدربين بالأهلي في الفترة الماضية يعود إلى النتائج التي تتطلب إقصاء المدرب. وقال "النتائج والضغوطات التي يمر بها النادي هي السبب والعائق الذي يقف وراء إقصاء المدربين.. هناك شروط بين النادي والمدرب لكن تظل النتائج هي الفيصل". وبين كيال أن ناديه حاول ثني المدرب ميلوفان عن قرار الاستقالة، إلا أن جميعها لم يكتب لها النجاح. وأضاف "حاولنا بشكل كبير معه لثنيه الا أنه رفض وتمسك برغبته في الاستقالة وبدفع الشرط الجزائي المتمثل في راتب شهرين". وأشار كيال إلى أن مساعدي ميلوفان هم من سيشرفون على تدريب الفريق في الفترة المقبلة، وقال "إليكس سيتولى الأمور في الفترة المقبلة، فالأمر كان مفاجئا وصدمة كبيرة لنا ولم نكن مستعدين له لذا سيتولى مساعدا ميلوفان المهمة إلى حين التعاقد مع مدرب في الفترة المقبلة". وكشف كيال الذي تربطه علاقة جيدة مع ميلوفان أن الأخير كان يعاني من مشكلة مع وكيل أعماله السابق الذي حل عقده معه وأضاف "سبق للمدرب أن أخبرنا بأنه قد يتوجه لإسبانيا حيث تنتظره دعوة مرفوعة من قبل وكيل الأعمال السابق لكنه لم يؤكد لي رغبته في إنهاء علاقته بالنادي الأهلي". ونفى كيال علمه بالعرض المقدم من الاتحاد القطري أو نادي الريان للمدرب، واكتفى بقول "تلقينا اتصالا مع الاتحاد القطري في فترة سابقة يسأل فيها عن علاقتنا بالمدرب وهل بالإمكان التنازل عنه وأفدناهم وقتها بأننا لن نتنازل عن المدرب". وأضاف "سبق لنا أن قمنا بالتحاور مع المدرب حول تجديد عقده وتم الاتفاق على العقد الجديد ووضع جميع الترتيبات حول ذلك، حيث قمنا بزيادة مقدم العقد بعد النجاح الذي حققه مع الفريق". وشدد كيال على أن الأهلي فريق كبير ولن يؤثر ذلك على مشوار الفريق ومواجهته المنتظرة أمام غريمه الاتحاد وقال "اللاعبون بعيدون عما يحدث ومساعد المدرب مستمر معنا وهو إحدى أدوات النجاح التي كان يستخدمها ميلوفان في الفترة الماضية". وكشفت مصادر ل"الوطن" أن المدرب فاجأ الجميع في اليوم الأخير له (السبت الماضي) بتفضيله استخدام الجاكوزي ورفض أداء الحصة التدريبية، حيث قام مساعده إليكس بتدريب الفريق. واعترفت ذات المصادر بأن عقد المدرب كان ينص على عدم مغادرته في أول ثلاثة أشهر وأنه بعد ذلك يحق لأي طرف إلغاء التعاقد شريطة دفع شرط جزائي (راتب شهرين)، إلا أن المدرب لم يستلم رواتب الشهرين الأخيرين، ما يعني أنه لم يعد للأهلي مطالب مادية لدى المدرب الذي أصبح حراً في التوقيع لأي جهة يرغب الانتقال إليها. ورغم رفض المدرب ربط استقالته بأية أمور فنية، إلا أن أنباء ترددت عن انزعاجه من استبدال قائمة اللاعبين المختارين لتسديد ركلات الترجيح في مباراة الهلال الأخيرة بربع نهائي مسابقة كأس ولي العهد.