تكثفت الدعوات في مصر ل"مليونية الوفاء لشهداء الثورة"، في الوقت الذي تراجع فيه الزخم للخروج للشارع. وقالت مصادر مطلعة: إن المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي يتولى إدارة البلاد منذ تنحي الرئيس حسني مبارك في 11 فبراير الجاري لن يرشح أي شخص للرئاسة، وخاطب عناصر ثورة الشباب مناشداً إياهم بعدم الخروج في مظاهرة حاشدة تفاديا لحدوث أية فوضى أو احتكاكات. وقد خرج مدير إدارة الشؤون المعنوية بالقوات المسلحة المصرية على التلفزيون داعيا إلى عدم التظاهر والعودة للعمل. ودعا "مجلس أمناء ثورة 25 يناير" جميع أطياف الشعب المصري إلى مسيرة اليوم في ميدان التحرير وباقي محافظات مصر تحت عنوان "جمعة الوفاء" ابتهاجا بما حققته الثورة الشعبية وتكريما لشهداء الثورة الذين سقطوا أثناء المظاهرات والذين بلغ عددهم حتى الآن أكثر من 360 شخصا. كما تأتي المسيرة تأكيدا على المطالب التي رفعتها الثورة للمجلس الأعلى للقوات المسلحة، لحين إجراء انتخابات تشريعية ورئاسية خلال الأشهر الستة المقبلة. وتتضمن تلك المطالب حل الحكومة الحالية وإلغاء قانون الطوارئ والإفراج عن جميع المعتقلين السياسيين والمسارعة إلى تشكيل مجلس رئاسي مدني وحكومة ائتلاف وطني. يضاف إلى هذا التأكيد على المطلب الشعبي بتحويل البلاد إلى دولة مدنية. وتأتي تلك الدعوات التي انطلقت للخروج في المسيرة متضاربة مع تأكيدات الجيش على ضرورة التحلي بالصبر لفترة موقتة حتى يتسنى للجيش إنهاء حالة التوتر والسيطرة على الأوضاع الأمنية والاقتصادية التي تأثرت كثيرا في الفترة الماضية، خاصة مع ظهور واستمرار الحركات الاحتجاجية الفئوية على مستوى البلاد من مختلف القطاعات الحكومية والخاصة المطالبة بزيادة الرواتب ورفع مستوى المعيشة إضافة إلى بعض المطالب المتعلقة بمحاسبة الفاسدين في المراكز القيادية. في الوقت نفسه خرجت دعوات بضرورة التعاون مع القوات المسلحة والاستماع إلى دعواتها بوقف تلك الأنواع من المسيرات حرصا على سلامة الشعب المصري في وقت لا يزال فيه العديد من المسجونين هاربين ولم يتم إلقاء القبض عليهم حتى الآن. وأكد أصحاب دعوات التحلي بالصبر أنه لا خوف على نتائج الثورة التي تم تحقيقها حتى الآن أو النتائج المرجوة في الأيام المقبلة. وبرروا رؤيتهم تلك بأن الشعب المصري قد استيقظ وعرف حقوقه ولن يستطيع أي شخص أو جهة انتزاع تلك الحقوق أو سلبها منه مرة أخرى. ودعا المعارض محمد البرادعي إلى مشاركة مدنيين مع الجيش "فورا" في إدارة المرحلة الانتقالية مطالبا بأن تكون هذه المرحلة أطول زمنيا حتى لا تلقى البلاد "في أحضان النظام القديم". وطالب البرادعي في بيان "المجلس الأعلى للقوات المسلحة بتشكيل مجلس رئاسي موقت تشارك فيه شخصيات مدنية تتوافق عليها فئات الشعب ليتولى مهام رئيس الجمهورية خلال المرحلة الانتقالية". يذكر أن مجلس أمناء ثورة 25 يناير يضم ائتلاف ثورة الشباب الذي تم تكوينه من حركات 6 أبريل وشباب الإخوان والجبهة الوطنية للتغيير وحركة كلنا خالد سعيد. كما تشارك في المجلس لجنة الحكماء التي كانت تتابع أحداث الثورة بعد اندلاعها وتضم عددا من الشخصيات العامة. كما يضم مجلس الأمناء ثلاثة من الشباب هم: أحمد نجيب وسيد أبو العلا وحمزة أبو عيشة، ممثلين عن 20 شابا من مسؤولي اللجان التي كانت تدير ميدان التحرير وقت الاعتصام، وهم يشكلون المكتب التنفيذي لمجلس الأمناء. ويضم مجلس الأمناء جمعية عمومية من الآلاف من الشباب الفاعلين في لجان إدارة ميدان التحرير، وهي اللجان التي كانت مسؤولة عن الأمن والإذاعة والإعلام والتوثيق والتنسيق الحضاري.