اندلعت مواجهات بين أنصار النظام الإيراني والمعارضة خلال مراسيم تشييع الطالب صانع زالة الذي قتل خلال مظاهرة الاثنين، وادعى كل من النظام والمعارضة أنه من أنصاره. وذكر شهود عيان ل"الوطن" أن الشرطة وأجهزة الأمن استنفرت كامل قواتها بطهران حيث حاصرت جامعة الفنون حيث تم تشييع الطالب ومنعت أنصار المعارضة من المشاركة في التشييع. وتحولت طهران أمس إلى ثكنة عسكرية على خلفية مراسم تشييع الطالب صانع زالة ؛ فيما سادت الاشتباكات المتقطعة في شوارع طهران بين أنصار المعارضة والشرطة. من جهة أخرى، تواصلت الدعوات من قبل نواب ووزراء وممثلي المرشد علي خامنئي إضافة إلى جنرالات الحرس الثوري بضرورة محاكمة زعماء المعارضة وإعدامهم، ولم تتمكن التهديدات ومحاصرة مكان إقامتهما من ثني زعيمي المعارضة مير حسين موسوي ومهدي كروبي من إصدار بيانات الإشادة بمسيرات 14 فبراير، حيث دعا موسوي وكروبي الحكومة الإيرانية إلى "الاستماع للشعب"، في تصريحين نشرتهما مواقع إلكترونية للمعارضة أمس، في وقت تزداد الدعوات في صفوف مسؤولي النظام لإنزال عقوبات بزعيمي المعارضة. وقال كروبي في رسالة نشرها موقعه "سهام نيوز.اورغ" مخاطبا السلطة "أحذركم، افتحوا آذانكم قبل فوات الأوان واستمعوا إلى صوت الشعب". وفي تلميح إلى الثورتين المصرية والتونسية اللتين أطاحتا يرئيسي البلدين حسني مبارك وزين العابدين بن علي في الأسابيع الماضية، قال كروبي إن "الأعمال العنيفة والعداء حيال مطالب الشعب لا يساعدان في الحفاظ على الوضع الراهن إلا لبعض الوقت. استخلصوا العبرة من مصير السلطات التي ابتعدت عن الشعب". وفي رسالة منفصلة نشرها على موقعه كلمة.كوم، انتقد موسوي السلطات وأشاد بتظاهرات الاثنين. وكتب أن "التظاهرة المجيدة (في 14 فبراير) هي نجاح كبير للشعب والحركة الخضراء". وشدد موسوي على "استقلال" الحركة الخضراء، ورد اتهامات السلطة للمعارضة بأنها مرتبطة بالخارج، لكنه انتقد أيضا "الولاياتالمتحدة والصهاينة" الذين يحاولون "الاستفادة" من حركة الاحتجاج في إيران. ولوح مدعي عام إيران غلام حسين محسني ايجائي باحتمال ملاحقة زعيمي المعارضة. وقال إن "زعيمي إثارة الفتن هما الشخصان اللذان يجب معاقبتهما على أعمالهما الإجرامية وبمشيئة الله يجري القيام بتحركات في هذا الصدد". وتابع "لقد أعطاهما الشعب عقابهما لكن لدى الناس الحق المشروع بالمطالبة (بعقاب) من الهيئة القضائية ونأمل في أن نتمكن من القيام بذلك". وقال محسني ايجائي إن عدة أشخاص اعتقلوا خلال تظاهرات الاثنين لكن تم الإفراج عن بعضهم على الفور مشيرا إلى أن بعض الاعتقالات ستتم لاحقا. وتابع "عموما إن التيار المناهض للثورة يقف وراء هذه الأحداث، وللأسف فإن البعض وقع في فخ أميركا". وفي المقابل، دعا النظام الإيراني إلى تظاهرة الجمعة للتنديد بحركة المعارضة كما أفاد التلفزيون الرسمي على موقعه الإلكتروني. وأعلن مجلس تنسيق نشر الدعوة الإسلامية أن "شعب طهران النبيل سينزل إلى ساحة انقلاب بعد صلاة الجمعة بقوة". من جانبه أكد خامنئي أن المحاولات التي تقوم بها أميركا لتضليل الشعب المصري لن تسفر عن نتيجة وذلك نظرا لذكاء هذا الشعب المسلم الذي عرف قدراته وطاقاته الكامنة. وقال خامنئي لدى استقباله أمس جمعا من أهالي محافظة أذربيجان مشددا على أنه يستبعد تمرير مؤامرة أميركا لعودة الشبان المجتمعين في ميدان التحرير إلى منازلهم. واعتبر خامنئي أن أحداث مصر الهامة ناتجة عن الصحوة الإسلامية والإذلال المتمادي والتحقير المتمادي الذي مورس ضد الشعب المصري العريق والحضاري. من جانبه أكد الرئيس الإيراني أحمدي نجاد عجز المستكبرين عن الحفاظ على المستبدين من خلال أساليبهم المضللة والخداع الذي يعتمدونه لهذا الهدف. وقال في الخطاب الذي ألقاه أمس أمام جمع من مواطنيين بوشهر إن "عهد الحفاظ على المستبدين من خلال الخداع والتضليل قد ولى دون رجعة", داعيا أقطاب الاستكبار العالمي إلى تغيير نهجهم وأن يتفهموا أن السبيل الوحيد الذي يضمن لهم مستقبلهم بشكل مشرق هو اللجوء إلى الصدق واحترام حقوق الشعوب.