تواصلت الاحتجاجات المطالبة بتغيير النظام، والمؤيدة له في عدد من المناطق اليمنية حيث خرجت تظاهرات في كل من تعز وصنعاء والحديدة، فيما شهدت عدن اعتصامات لعدد من موظفي المرافق الحكومية المطالبة بتحسين أوضاعها المعيشية. ففي صنعاء خرجت تظاهرتان الأولى للطلاب للمطالبة برحيل نظام الرئيس علي عبدالله صالح والثانية للمحامين المطالبين بتغيير النائب العام، وتقدم التظاهرة الأولى النائب أحمد سيف حاشد والناشطة الحقوقية توكل كرمان. وحاول المتظاهرون التوجه إلى وزارة العدل، غير أن العشرات من أنصار حزب المؤتمر الشعبي الحاكم هاجموا المتظاهرين واعتدوا عليهم مستخدمين الهراوات والسلاح الأبيض (الجنابي) والحجارة والزجاجات الفارغة، مما أسفر عن إصابة مصورين أجانب، بينهم مراسل تلفزيون "بي بي سي" عبدالله غراب، بينما وقف العشرات من الجنود متفرجين دون تدخل. وفي تعز، اندلعت اشتباكات بين أنصار المطالبين بتغيير النظام والمؤيدين له، بعدما هاجم العشرات من أنصار الحزب الحاكم المطالبين برحيل النظام مما أدى إلى إصابة 18 منهم، فيما اعتقلت قوات الأمن العشرات من المناوئين للنظام. وكان آلاف المتظاهرين قد باتوا الليلة قبل الماضية في شارع التحرير بتعز مرددين شعارات تطالب بتنحي الرئيس صالح وحكومته وهتافات أخرى تحيي الشعب المصري لانتصار ثورته التي أسقطت نظام حسني مبارك. وفي الحديدة خرجت تظاهرة طلابية أمام حديقة الشعب ورفعت لافتات منددة بالنظام وداعية إلى التغيير، ومحاربة للفقر والبطالة والفساد والمحسوبية. وتدخلت مجاميع أمنية لفض التظاهرة، واشتبكت مع المتظاهرين واعتقلت اثنين منهم، إلا أن المتظاهرين دعوا إلى تظاهرة كبرى الخميس المقبل أمام حديقة الشعب. وفي عدن، فرقت قوات الأمن تظاهرتين لأنصار الحراك الجنوبي في كل من دار سعد وكريتر. وقالت مصادر محلية إن العشرات من أنصار الحراك خرجوا في مسيرتين لكن قوات الأمن تصدت لهم واعتقلت 11 شخصا، مشيرة إلى أن المتظاهرين رددوا شعارات انفصالية ومؤيدة للثورة المصرية. سياسياً، تراجعت المعارضة عن موقفها المرحب بمبادرة الرئيس صالح، بدعوى أن ما ورد في خطابه مؤخراً "مجرد أفكار عامة تحاول أن تبحث عن مخرج من المأزق الذي وضع فيه الحزب الحاكم نفسه"، وذلك بعد أقل من 24 ساعة على ترحيبها بالمبادرة. وفي السياق نفسه طالب النائب في حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم علي المعمري الأحزاب اليمنية باستبعاد من أسماهم "تيار أحمد عز" من صفوفها، مطالباً في البرلمان أمس من وصفهم ب "مشعلي الحرائق في المؤتمر وأحزاب المشترك المعارض بترك مواقعهم الحزبية للعقلاء". من جهة أخرى، أكد المطلوب من قبل واشنطن وصنعاء أنور العولقي في تسجيل صوتي على الإنترنت دعمه للصحفي المقرب منه، المعتقل عبد الإله شائع ودعا قبيلته واليمنيين إلى نصرته.