قال النحات السعودي صديق واصل إن مشاركته الحالية في معرض "انظر إلى أبعد"، الذي يحتضنه قصر "أوفيد" في فيينا إلى جانب نهى الشريف، ومنال الضويان، تثري تجاربنا الفنية وتعزز من تواصلنا مع فنانين عالميين من مختلف أنحاء العالم، وتضيف لثقافتنا البصرية الشيء الكثير، مؤكداً أنه لمس اهتمام الزوار بالفن التشكيلي السعودي خلال هذا المعرض، وأن الحركة التشكيلية السعودية أثبتت وجودها ونجاحاتها لتميز فنانيها الشباب ومشاركتهم المتميزة وتكريمهم في محافل دولية، وما أعطوه من نقلة نوعية لتطوير الفنون في المملكة، واستيعابهم لأساليب الفنون المعاصرة والحداثة وما بعد الحداثة والمفاهيمية والأساليب المختلفة للفن الحديث. وعن أعمال واصل المشاركة في المعرض يقول الفنان التشكيلي سامي الجريدي: إن واصل استخدم خامة الحديد كعنصر رئيس، وكعنصر صعب المراس يحتاج صبراً كبيراً وخبرة طويلة لكسر عنفوانه وجبروته، لكنه الفنان وحده هو من استطاع ترويضه، فالفنان صديق قام بترويضه بعنف بصري لتتشكل لديه الصورة الفنية الكلية التي يريدها عبر رحلة من النحت والتركيب والحفر بالصاروخ في مهمة فنية تحيطها الخطورة والجرأة خالقاً بذلك أشكالاً غريبة لوجوه مُبهمة وكائنات عجيبة وأجساد ممزقة وأقنعة لوجوه بشرية. ولم يقف أمره عند هذا الحد من التشكيل والحفر فقد أدخل عليها أنواعاً متعددة من برادة الحديد والمسامير وبقايا الأدوات التالفة لتدويرها مرة أخرى في صورة فنية غير متوقعة، حيث تبدو مسألة تفتيت الكائن البشري في هذا الزمن بارزة في أعماله وهي صورة مهمة لتصوير هذا الواقع المليء بمضامين كبرى يجب أن نفكر فيها طويلا وأن نعي حقيقتها قبل نهاية الكون، هذه الأمور وغيرها جعلتني أستدعي أعمال الفنان واصل النحتية والتشكيلية وأتأملها ضمن أفق التفكيك الفلسفي المنهج الذي يحرص على اختيار شفرات بصرية وسردية معيّنة من مشروع الفنان ومن ثم محاولة تأويلها عبر منطق نقدي له رؤيته المستقلة. وأضاف: أن من يتأمل أعماله بدقة متناهية سيجد أنها تحاول أن ترسم وجوهاً وتحاول أن تطمسها وتخفيها معلنا بذلك بقايا وجه أو جزء وجه أو حتى هيئة وجه، أي لا وجود لوجه حقيقي متكامل في هذه الحياة. فالوجوه وتعبيراتها تمثل رموزاً مهمة لفك شفرات الفنان بدءاً من رسمه الهيكلي الكامل لجسد الإنسان وانتهاء بتركيزه على قطعة جسدية واحدة كالعين أو اليد مثلاً. والتفكيك الفلسفي لذلك يبدو من خلال محاولته لطمس هويتها وتشويهها وتغييبها بالقوة.