أكد عضو جمعية الاقتصاد السعودية الدكتور خالد الرويس أن 40% من السجلات التجارية في المملكة تم شطبها في وزارة التجارة بعد فشلها في تحقيق الحد الأدنى من معايير النجاح في تسيير أعمالها. وقال الرويس في محاضرة نظمتها أول من أمس غرفة الرياض ، إن عدد السجلات المشطوبة بلغ 331.5 ألف سجل من أصل 876 ألف سجل، وإن جميعها تم شطبه نتيجة لمشكلات إدارية وتسويقية، مؤكداً أن بعض تلك المنشآت نجحت في الإنتاج، لكنها تعثرت في تسويق منتجاتها، وفي اختيار القنوات المناسبة للتعريف بها وتوزيعها على المستهلكين. وأوضح خلال المحاضرة التي تناولت الأسس الفنية والعلمية لإعداد دراسات الجدوى وتقديم المشروعات الصغيرة والمتوسطة، أن الهيئات الداعمة والممولة لمشاريع الشباب أتاحت ما يزيد عن 9 مليارات ريال، لكن المستغل من هذه الإمكانات الضخمة لا يتعدى 5% فقط، وأن نحو 60% من طلبات الشباب تتوجه لقروض الزواج، بينما ذهبت 33% إلى مشاريع لترميم المساكن وهو ما يشير إلى أن الشباب فشلوا في بناء دراسات جدوى لمشاريع وأفكار تجتاز اختبارات وشروط تمويل تلك الجهات. ولاحظ وجود نقص كبير في البيانات والأرقام الصحيحة التي تغذي دراسات الجدوى ووجود تضارب في المضامين الإحصائية والأرقام الصادرة عن الجهات المختلفة. ويعتقد أن 40% من أسباب فشل المشاريع تعود إلى عدم وجود دراسات جدوى حقيقية، خلافاً لدراسات الجدوى التي تستنسخ من مشاريع قائمة أو دراسات سبق إعدادها قبل عدة سنوات. وشكك المحاضر في مصداقية الدراسات التي تقدم عليها المشاريع الصغيرة وهي التي قادت إلى تعثرها وفشلها وخروجها من المنافسة مما يشكل خسارة كبيرة للاقتصاد الكلي. ونصح شرائح الشباب الراغبين في الدخول إلى مجالات العمل الخاص ببذل جهد أكبر في إعداد دراسات جدوى المشاريع التي يعتزمون الخوض فيها، إذا أرادوا تفادي خط التعثر والفشل، مؤكداً ضرورة الإدراك بأن جهات التمويل راغبة وقادرة على توفير التمويل شرط استشعار الجدية التي تعبر عنها دراسات تلك المشاريع طبقاً للمعايير التنافسية. ودار حوار بين الدكتور الرويس والجمهور من الشباب الذين حضروا المحاضرة تركز حول قضايا التمويل وكيفية بناء دراسات جدوى تلبي المعايير المطلوبة من الجهات الممولة. ونصح الرويس الشباب بعدم الاكتفاء بمصدر واحد لتوثيق المعلومة والبيانات، وبذل جهد ميداني شخصي للتأكد من صحة البيانات المتحصل عليها من الجهات الأخرى، وأكد أن العديد من الجهات ذات العلاقة بدأت الآن تولي أهمية خاصة بالمعلومات مما سيقود على المدى البعيد إلى إصحاح بيئة ومخرجات دراسات الجدوى. ورداً على أن نسبة ممن فشلوا وشطبت سجلاتهم هم من خريجي إدارة الأعمال بالجامعات السعودية، وأن ذلك يمثل مؤشراً على ضعف مخرجات التعليم قال الرويس إنه لا يوافق المتشائمين ضد مخرجات التعليم، فالنجاح في الأعمال يعتمد على مكونات كثيرة ومختلفة ، مبينا أنه مع ذلك فإن تجربتنا في التعليم المهني ما تزال فقيرة لكنها تخضع لمراجعات مستمرة وتشهد تطوراً وتقدماً في العديد من الميادين.