تسارعت الأحداث في مصر عشية "جمعة التحدي" بوتيرة مطردة جعلت من مفردات المشهد المصري المتغير وكأن البلاد تقف على أعتاب الجمهورية الرابعة. وقضى الرئيس المصري حسني مبارك على الشائعات التي راجت حول تنحيه عن السلطة بتفويض سلطاته لنائبه عمر سليمان. وحذر مبارك في كلمة حفلت بحزمة إجراءات ووعود، بثها التلفزيون المصري في وقت متأخر من ليل أمس من خطورة استمرار حالة الاحتقان التي يشهدها الشارع المصري قائلا: إنها ربما تخلق أوضاعا يصبح معها الشباب الذي دعا إلى التغيير أول المتضررين منها. وأكد مبارك اعتزازه بدعوة الشباب ومطالبهم بالتغيير، مشيرا إلى أن الحوار الوطني أسفر عن توافق مبدئي في المواقف، وأنه يتعين مواصلته للوصول إلى خريطة طريق واضحة بجدول زمني. وقال: إن دماء شهداء وجرحى المظاهرات لن تضيع هدرا. وأكد الرئيس المصري أنه يرفض الاستماع إلى أية إملاءات من الخارج، مؤكدا أنه ماض في عملية الانتقال للسلطة حتى سبتمبر. وأعلن أنه تقدم بطلب لتعديل خمس مواد في الدستور وإلغاء سادسة. في المقابل قال الرئيس الأميركي باراك أوباما: إن العالم يشهد كتابة تاريخ جديد في مصر. وأكد أن "أميركا ستفعل كل ما هو ممكن لدعم عملية انتقال منظمة وحقيقية نحو الديموقراطية في مصر". من جانبه أعرب وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل في لقاء بالصحفيين عقب اختتام أعمال اللجنة السعودية المغربية أمس عن أمل المملكة في أن يُترك المصريون يحلون مشاكلهم بأنفسهم "لأنهم قادرون على ذلك". كما أعرب عن استهجانه الشديد واستنكاره لتدخلات بعض الدول الأجنبية في شؤون مصر، كما أفادت وكالة المغرب العربي للأنباء. وكان لافتا أمس انعقاد المجلس الأعلى للقوات المسلحة برئاسة وزير الدفاع المشير حسين طنطاوي وغياب كل من مبارك وسليمان، مما وضع شكوكا حول تماسك الجيش.