تحاول بعض السيدات إيجاد تفسيرات منطقية لما يحدث لأزواجهن من سمنة، وزيادة في الوزن بعد الزواج، بالرغم من أن أجسامهم قبل الزواج لم تكن بالصورة التي بدت عليها بعد الزواج، حيث كان أزواجهن يمتلكون أجساما رياضية متناسقة إلى حد ما قبل الزواج. ويشكل بروز البطن لدى الرجال وخاصة بعد الزواج بثلاثة أشهر هاجسا لدى الزوجات، حيث إنه مؤشر على تغير معالم جسم الزوج، مما يحدو بالزوجات إلى دعوة أزواجهن إلى ممارسة الرياضة، أو التقليل من الأكل. وأمام هذه الظاهرة التي تنشأ بعد الزواج تشيرالأمهات بأصابع الاتهام إلى زوجات أبنائهن بأنهن السبب في ذلك بتقديم أغذية غير صحية تساهم في زيادة الوزن بصورة مفرطة. ذكرت حسينة العتيبي (في العقد السابع) أن سمنة الرجال بعد زواجهم مباشرة تقف وراءها الزوجات، مشيرة إلى أن الزوجة تقدم لزوجها أطعمة غير صحية، وتجبره على أكل الوجبات السريعة التي تزيد الوزن. أما أم فرج (ربة منزل) فذكرت أنها حينما ارتبطت بزوجها الذي كان يمارس رياضة المشي يوميا كان جسمه رياضيا ومتناسقا، إلا أنه بعد الزواج بأشهر بدأت تلاحظ زيادة وزنه، وخاصة في منطقة البطن، والتي جعلتها تحثه على العودة إلى ممارسة رياضة المشي من جديد، وخاصة أنها أصبحت تواجه كثيرا من الإحراج من قبل قريباتها، حينما يتحدثون عن تغير جسم زوجها بعد الزواج بهذه الطريقة المرعبة وزيادته في الوزن، وخاصة في منطقة البطن. وأشارت مريم سالم إلى أن زوجها يعاني من سمنة البطن التي ظهرت عليه بعد الزواج، لدرجة أن أقاربهما كانوا يقارنون بين بطن زوجها وبطنها وهي في أشهر الحمل الأولى، مما يسبب لها ولزوجها الكثير من الإحراج، وبالرغم من أن زوجها مارس الرياضة لإنقاص وزنه، إلا أنه لا يزال يعاني من آثار تلك السمنة التي تسببت في إصابته بمرض السكر بالرغم من صغر سنه، وبينت أن زوجها الآن يمتلك جسما لا بأس به، إضافة إلى أنه أصبح يمارس الرياضة بحكم إصابته بمرض السكر. وقالت سلطانة أحمد (معلمة) إنها عانت كثيرا من زيادة وزن زوجها بعد الزواج، مما جعله عرضة للإحراج من التعليقات التي كان يطلقها البعض عليه، مما دعا به إلى التسجيل في أحد النوادي الرياضية، والدخول في حمية غذائية قاسية. من جهتها قالت استشارية علم الأمراض بمستشفى الملك عبدالعزيز التخصصي بالطائف ومديرة بنك الدم بالمستشفى الدكتورة دلال نمنقاني إنه "لا علاقة طبيا بين زيادة وزن الرجل والمرأة والزواج"، مبينة أن هناك ما يسمى بمتلازمة الأيض، والتي لها علاقة ببروز البطن، مضيفة أن طبيعة المعيشة واختلاف طبيعة الأكل والراحة هما السبب في السمنة لدى الرجال والسيدات وخاصة في البطن وزيادة محيط الخصر، مبينة أن الراحة وطبيعة الأكل من أسباب الإصابة بمرض السمنة والسكري وارتفاع ضغط الدم، ونحو ذلك. وأكد رئيس قسم الغدد الصماء والسكر والتعليم الطبي بمستشفى الهدا العسكري بالطائف الدكتور صفوان زعتري أنه "لا توجد دراسة علمية تثبت أن هناك علاقة طبية بين الزواج وبين بروز البطن لدى الرجال، مشيرا إلى أنه يفترض أن الراحة النفسية والاستقرار والتغذية وقلة الحركة هي السبب الرئيس في حدوث ذلك لدى الرجال وغيرهم . وأضاف أن "التحسن في موضوع التغذية بعد الزواج مع عدم ممارسة تمارين رياضية يجعلان من بروز البطن والسمنة أمرين لا بد منهما. وبين الدكتور زعتري أن "أكبر الغدد الصماء هي تلك الموجودة في البطن، وفيها نشاطات هرمونية كبيرة، وهذه السمنة المفرطة في البطن ترتبط بالأمراض العصرية كالسكر، وارتفاع ضغط الدم، وزيادة نسبة الإصابة بأمراض القلب، مشيرا إلى أن السمنة المركزية تكون في البطن حسب دراسات طبية أجريت في عام 2004م، والتي بينت أسبابها وكيفية التخلص منها. وأشار إلى أهمية التوعية بثقافة التغذية السليمة والمداومة على إجراء التمارين الرياضية، بل وزرعها بين أفراد الأسرة وتعويدهم كيف يمكن أن نكسب كثيرا من خلال اتباع نظام حياة معين، سواء للرجل أو المرأة، حيث إن السمنة ومحاربتها مسؤولية الجميع.