تفجرت أمس عشرات الاحتجاجات الفئوية والمطلبية في المؤسسات والهيئات العامة بالقاهرة، وعدة محافظات مصرية مختلفة، للمطالبة بتحسين الأجور، والقضاء على المحسوبية، وذلك بالتوازي مع اعتصام شباب ميدان التحرير المطالب بتنحي الرئيس حسني مبارك. وكانت هيئة النظافة والتجميل بمحافظة الجيزة هي الأوفر حظا من ناحية عدد المتظاهرين، حيث أضرب نحو 6 آلاف من عمالها عن العمل لليوم الثاني على التوالي، مطالبين بإقالة رئيسهم أحمد نصار، الذي وصفوه بأنه "أحمد عز الجديد" في إشارة إلى القيادي المقال بالحزب الوطني مؤكدين أنه "يسلب حقوقهم، ويقصي بعضهم لحساب بعض المقربين منه". وأوضح العامل بالهيئة عبدالفتاح السيد ل"الوطن" "أن أجر العامل لا يتجاوز 400 جنيه فقط (الدولار الأمريكي 5.87 جنيهات)، وأن ما يردده رئيس الهيئة في التلفزيون المصري بأن العامل يتقاضى 1200 جنيه، ووجبة ساخنة، وزجاجة حليب "كذب"، مشيرا إلى أن الحالة المعيشية لعمال النظافة متدنية للغاية، نظرا لتدني الأجور، مقارنة بارتفاع الأسعار". وبالقرب من هيئة النظافة والتجميل، اندلعت مظاهرتان، الأولى بمركز بحوث الحيوان التابع لوزارة الزراعة، والثانية بالمركز القومي للبحوث، وجاءت مطالبهم شبه موحدة، وهي ضرورة تحسين أجورهم. وأكد الباحثون في المركز القومي، من الذين مر على تعاقدهم أكثر من 6 سنوات، على حقهم في التعيين، متهمين مسؤولي المركز "بوضع شروط تعجيزية في الحصول على الكادر الخاص لتعينهم". وتسببت الوقفة الاحتجاجية للعاملين والموظفين في "الشركة المصرية للاتصالات" في انسداد شارع وميدان رمسيس بوسط العاصمة، حيث تجمهروا ظهر أمس بالمئات للمطالبة "بإعادة هيكلة الأجور، والبدلات، وإلغاء مجلس التأديب والقضاء على الفوارق المادية والمعنوية بين العاملين". وفي الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء، بضاحية مدينة نصر، تظاهر أكثر من ألف موظف بالجهاز، للمطالبة بزيادة المرتبات وتثبيت بعض العمالة المؤقتة، مرددين هتافات تندد ب"الظلم والتعسف". وشهد مطار القاهرة الدولي لليوم الثاني أيضا، مظاهرة حاشدة للعاملين، ورجال الأمن، احتجاجا على أوضاعهم المادية.