وعد رئيس اللجنة العليا المنظمة للمؤتمر الدولي الأول للتراث العمراني في الدول الإسلامية، رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار الأمير سلطان بن سلمان، أثناء ترحيبه بضيوف المؤتمر "باللغة الإنجليزية"، بأن تكون المملكة من أفضل ثلاث دول على مستوى العالم في سياحة التراث العمراني، وفق برنامج أعدته الهيئة لا يتجاوز ثلاثة أعوام. وقال الأمير سلطان في كلمته التي ألقاها أمس في ختام المؤتمر: إن الهيئة العامة للسياحة والآثار تسعى من خلال برنامج وطني معد لتطوير التراث العمراني فيها إلى اختراق الزمن بأكبر منجز في أقل مدة زمنية ممكنة. وحذر البيان الختامي للمؤتمر من المخاطر التي تواجه المباني التاريخية الإسلامية، نتيجة لتوسع التنمية الحضرية، وخاصة في عدد من المدن في الدول الإسلامية، وما يؤديه النمو السكاني من تسارع لطمس الهوية التاريخية للتراث المعماري الإسلامي، باستحداث مشاريع حديثة بهدف الربح المادي، مطالباً بضرورة تحقيق المواءمة والتوازن في التخطيط والتحديث بتقديم خدمات ووسائل حديثة تضمن العيش الكريم للسكان، وفي الوقت نفسه يحافظ على الأصالة والهوية التراثية في البلدات والقرى، بجانب معالجة المباني الآيلة للسقوط لتكون آيلة للنمو والاستثمار، وتأهيل المباني التراثية وتحويلها إلى مراكز ثقافية ومتاحف ومرافق إيواء وضيافة بأسلوب يحافظ عليها ويجعلها مورداً اقتصادياً لملاكها. وأعرب البيان المشتمل على التوصيات النهائية، والذي قرأه المدير التنفيذي للمؤتمر الدكتور فيصل المبارك، عن قلقه من المخاطر التي تتهدد التراث المعماري الإسلامي نتيجة للاعتداءات عليه، لا سيما الاعتداءات المتواصلة على المسجد الأقصى ومدينة القدس لتغيير هويتها. وجدد البيان الدعوة للدول الإسلامية قاطبة، بمضاعفة الجهود للمحافظة على ما تبقى من تراث معماري في المناطق المتضررة، والعمل على كل ما من شأنه إزالة المخاطر عنه، وترميمه والمحافظة عليه وتوظيفه بشكل أمثل. وطالب البيان بتبادل الخبرات والخبراء على امتداد دول العالم الإسلامي في مجال الإدارة والعمارة، بالشكل الذي يؤدي إلى الرقي بأساليب التخطيط والتطوير للتراث العمراني في البلدات والأرياف، وتعزيز هويته وتنميته، وبذل المزيد من الجهود من قبل الدول للتعاون وتدعيم "برنامج الأمير سلطان بن سلمان لقاعدة معلومات التراث العمراني في الدول الإسلامية"، الذي ينفذه مركز الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة الإسلامية (أرسيكا) التابع لمنظمة المؤتمر الإسلامي، بالتعاون مع مؤسسة التراث الخيرية في المملكة. وأكدت التوصيات ضرورة العمل على تنفيذ ميثاقي المحافظة على التراث العمراني في الدول العربية والإسلامية وتنميته، المعدين من قبل الهيئة العامة للسياحة والآثار بالسعودية، والمقرين من المجلس الوزاري العربي للسياحة ومنظمة المؤتمر الإسلامي. كما أوصى المؤتمر بإدراج البرامج العلمية المتخصصة في مجال الإدارة والحفاظ على المدن الإسلامية، ضمن الدراسات الجامعية ذات العلاقة، والعمل على تطوير آفاق التعاون بين الجامعات ومراكز التدريب في هذا المجال.