ما زالت الأوضاع في مصر غامضة ومرهونة للعبة "عض الأصابع" الجارية بين النظام والمحتجين المتمركزين في ميدان التحرير بقلب العاصمة والموزعين على محافظات عديدة في البلاد، فيما بدأت الأحزاب والجماعات المعارضة التقليدية، وبعض الشخصيات العامة الطامحة إلى لعب أدوار سياسية في الدخول على الخط بقوة. ورغم بدء جلسات الحوار بين النظام ممثلا بنائب الرئيس اللواء عمر سليمان، وممثلي الأحزاب والجماعات المعارضة المختلفة، فإن موقف "متظاهري ميدان التحرير" يبقى أهم المواقف التي يجب أخذها بالاعتبار فيما يخص سيناريوهات المستقبل في مصر. يقول زياد العليمي، أحد النشطاء في حملة "دعم الدكتور محمد البرادعي لرئاسة الجمهورية"، أحد مؤسسي "الحملة الوطنية للتغيير": إن الخطوات التي اتخذها النظام استجابة لمطالبنا طيبة وإيجابية، لكنها نتاج مطالب قديمة داخليا وخارجيا، ولكن المطلب الأساسي الذي ينادي به "شباب 25 يناير" هو رحيل نظام الرئيس مبارك وخفض سقف نفوذ الحزب الوطني، وتحقيق إصلاحات شاملة على جميع الأصعدة. وحول موضوع الحوار يقول خالد عبدالحميد الذي يصنف نفسه بأنه شيوعي "وافقنا على الحوار مع لجنة الحكماء، لأننا رفضنا الحوار مع عمر سليمان نائب رئيس الجمهورية، أو رئيس الوزراء أحمد شفيق حتى يتم تنحي الرئيس مبارك بهدف توحيد المطالب، عكس بعض الحركات الاحتجاجية الأخرى التي قبلت بالحوار قبل تحقيق تلك المطالب". ويضيف "هناك سيناريو واحد نتوقعه وننتظره هو تنحي الرئيس، ولن نقبل التفاوض أو الاعتراف بالسلطة، إلا عندما نجد رئيسا غير مبارك الذي يحكمنا منذ 30 عاما". وعن رؤية شباب 25 يناير لدور حركة الإخوان المسلمين، يقول العليمي "هناك عدد كبير من عناصر جماعة الإخوان، ودورهم تنظيم الحركة في الميدان، وإمداد المحتجين بأدوات المعيشة، ومساعدتهم معنويا على تحمل الجلوس في عراء الميدان، لكن لا يغفل أحد أن هناك الكثير من الحركات السياسية، والشباب الذين نظموا مظاهرة 25 يناير، والذين لم يشاركوا في أي أحداث سياسية من قبل، ولا تنس أن هناك مجموعة من المفاهيم يجب أن تعيها جماعة "الإخوان"، وأيضا بعض القوى في الداخل والخارج، وهي أن مصر مقبلة على تطبيق الدولة المدنية، ولا رجعة إلى الوراء، ولن نقبل بأن يحكمنا التيار الإسلامي". أما عبدالحميد فله رأي آخر، حيث يقول "الإخوان شاركوا كأفراد منذ بداية الثورة، ولكنهم هم من حموا الميدان من مؤيدي مبارك والبلطجية يومي الأربعاء والخميس الماضيين، ودخولهم كطرف في الحوار والتفاوض مهم، لأنهم كيان سياسي يجب الاعتراف به، والنظام هو من كان يطلق عليهم الجماعة المحظورة".