3500 ريال ثمن وحدة دم دفعها أحد أقارب مريض لمريضه الذي كان بحاجة ماسة لوحدة دم من فصيلة نادرة. وتبينت لي صحة الموضوع 100%، بل وجدت أن هناك مستشفيات خاصة تعطي مبلغ 350 ريالا لأي شخص يتبرع بوحدة دم، وبالطبع هي تقوم ببيعها للمرضى المحتاجين بأضعاف. استغلال لحاجة مريض ربما بحاجة إلى عملية، أو مصاب بأمراض الدم كالأنيميا المنجلية التي يبكي مرضاها في طوارئ المستشفيات بأصوات وأنات تذيب الصخر ومن رأى ليس كمن سمع. إجازة لمدة يومين لمن يتبرع بوحدة دم تمنحها مستشفيات الصحة لكل متبرع. المرضى يئنون في طوارئ المستشفيات بحثا عن وحدات دم، وآخرون تؤجل عملياتهم أياما وأسابيع بحثا عن وحدات الدم، والوزارة تشجع المواطنين على التبرع بيومي إجازة! لا أشك بأن التبرع بالدم خلق نبيل، وعمل عظيم، قد ينقذ طفلا أو طفلة، أو رجلا أو امرأة هم جميعا في أحوج ما يكونون فيه إلى قطرة من دم تحرك فيهم شرايين الحياة. حوادث مرورية طارئة، وعمليات عاجلة، وأمراض دم وراثية، كل هذه الحالات لا تتطلب وحدة دم أو وحدتين بل عشرات ومئات وآلاف من وحدات الدم التي ينبغي أن تسعى بنوك الدم في مستشفياتنا إلى تأمينها كواجب ديني ثم وطني على عاتقها. أرجو أن تتم زيادة عدد أيام الإجازة للمتبرعين بالدم إلى خمسة أيام، وذلك لتحفيز وتشجيع المتبرعين على التبرع وليس هذا تكرما من الوزارة بل تشجيعا وتحفيزا لأناس قدموا دماءهم طواعية واختيارا لأناس لا يعرفونهم ولا يسمعون عنهم، فقط تحفظ هذه الدماء في بنوك الدم لتقدم لمن يحتاجها وتصلهم بإذن الله الدعوات الصادقة من أولئك المرضى. تجولت في العديد من بنوك الدم في مستشفيات وزارة الصحة فوجدت أغلبها يشتكي ويئن من النقص والإفلاس أكثر من أنين المرضى المحتاجين لوحدات الدم. ويا ليت أن أذن مسؤول تسمعني، ويتبرع بإقامة برنامج وطني فعلي وحقيقي للتبرع بالدم تحت شعار ديني يحيي في قلوب الناس أهمية التبرع بالدم، ويدفعهم إليه بالحوافز والجوائز والشهادات.