صحيح أن المهاجم الأرجنتيني دييجو ميليتو كان حاسما في إحراز فريقه إنتر ميلان ثلاثية نادرة هذا الموسم، بيد أن ما هو أصح أنه لم يكن ليساهم بهذا الإنجاز لولا التمريرات المتقنة التي كان يزوده بها زميله صانع الألعاب المتألق ويسلي شنايدر الذي كان أحد أبرز الصفقات الناجحة لأحد قطبي مدينة ميلانو. ولم يتأخر شنايدر في فرض نفسه أساسيا في صفوف إنتر ميلان منذ انضمامه إلى صفوفه قادما من ريال مدريد الإسباني الصيف الماضي مقابل 15 مليون يورو، فبدا واضحا مدى تأثيره الكبير على أسلوب لعب فريقه الجديد، وكان مفتاحه الأساسي في بلوغ دور الأربعة لدوري أبطال أوروبا للمرة الأولى منذ موسم 2002 2003 عندما توقف مشواره حينها أمام جاره ميلان. وبعد أيام قليلة من انضمامه لإنتر ميلان، وبعد حصته التدريبية الأولى، كان شنايدر المولود في أوتريخت على غرار النجم السابق لميلان مواطنه الدولي ماركو فان باستن، المهندس الرئيس للفوز الكبير الذي حققه فريقه الجديد على جاره وغريمه التقليدي ميلان 4 / صفر في سبتمبر الماضي. وقدم شنايدر الذي تعلم فنون اللعبة في مدرسة أجاكس امستردام (2002 2007) الإضافة الهجومية اللازمة التي كانت تنقص إنتر ميلان في السنوات الأخيرة، إضافة إلى الرؤية الثاقبة في أرضية الملعب وسرعة تنفيذ العمليات وترجمة الهجمات إلى أهداف. واليوم، وبفضل رؤيته الثاقبة والممتازة للعب ودقته وسرعته أصبح شنايدر الممول الرئيس للمهاجمين الأرجنتيني دييجو ميليتو والكاميروني صامويل إيتو اللذين يدينان كثيرا للنجم الهولندي بتألقهما في خط هجوم النيراتزوري. وفضلا عن تألقه في صناعة الألعاب يمتاز شنايدر بالتسديد الصاروخي وتحديدا من الركلات الثابتة، فمن بين الأهداف السبعة التي سجلها في 34 مباراة حتى الآن، سجل خمسة أهداف من ركلات حرة. أخيرا، تساءل نجم المنتخب الإيطالي سابقا باولو روسي صاحب الكرة الذهبية عام 1982، قائلا: "كيف تخلى ريال مدريد عن لاعب من هذا القبيل؟"، مشيرا إلى أن الهولندي الطائر كان ضحية التعاقد مع النجوم الجدد في البيت الأبيض البرتغالي كريستيانو رونالدو والبرازيلي ريكاردو كاكا وتشابي الونسو والفرنسي كريم بنزيمة. وأضاف: "ربما يكون شنايدر أقل بريقا من كريستيانو رونالدو أو كاكا، لكنه لم يمنح حقه في الموسمين السابقين ( 2007 2009). أما مدرب إنتر ميلان البرتغالي المحنك جوزيه مورينيو فقال: "نجاحات إنتر ميلان تعود إلى تألق شنايدر، لأنه لاعب لديه تأثير خاص على مجموعتنا.. غيابه يؤثر علينا سلبا، لا أفهم كيف وافق ريال مدريد على التخلي عن خدماته"، في حين أشاد رئيس إنتر ميلان ماسيمو موراتي ب"الحيوية اللامحدودة" التي يتميز بها اللاعب. ولا شك أن شنايدر سيكون ورقة رابحة في صفوف منتخب بلاده ومن يدري قد ينهي موسماَ استثنائيا لن ينساه أبد الدهر لو قدر للمنتخب الهولندي إحراز اللقب العالمي أخيرا وبعد طول انتظار.