لم تصدر حتى الآن أية مؤشرات عن قرب تشكيل الحكومة الجديدة وسط حديث عن استمرار العقد في وجه الرئيس نجيب ميقاتي من طرفي الأكثرية والمعارضة. كما لم يتبلور لدى الرئيس ميقاتي أي مشروع لشكل الحكومة وما إذا كانت ستؤلف كحكومة تكنوقراط أو حكومة مشاركة وطنية أو من التكنوقراط المطعمة سياسيا بالوزارات السيادية. وفي حين يواصل ميقاتي لقاءاته بالأطراف الفاعلة، اجتمع أمس مع رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون الذي يواصل رفع سقف التشدد إزاء المعارضة بإشارته أمس إلى أن حكومة وفاق وطني على غرار الأخيرة تشل القرارات الحكومية وتضع البلاد في الفراغ والتراجع. وقالت مصادر في 14 آذار: إن معظم المفاوضات التي جرت حتى الآن مع ميقاتي لم توصل إلى أية نتيجة. موضحة أن ذلك لا يعني إقفال الأبواب أمام النقاش والتحاور ولكن ليس إلى أمد طويل. في هذا الوقت أسرت أوساط أمنية وسياسية ل"الوطن" بأن الاحتجاج والرفض لرئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي لم يشهد نهاياته بما جرى حتى الآن. وحول شكل رفض أي حكومة سيشكلها ميقاتي إذا خلت من المعارضة، قالت الأوساط نفسها: إن تيار المستقبل وحلفاءه ليسوا أصحاب مشروع الشارع ولا تجاوز القوانين والمؤسسات الدستورية، وهم من دعاة بناء الدولة وقيام الديموقراطية، إلا أنها استدركت بالقول "إن أخذ حزب الله البلد إلى مرحلة إلغاء سياسي للأكثرية السياسية والشعبية أو إلى حكم شمولي فإن المعارضة سترد بنفس المستوى وستعمد إلى كل أشكال الدفاع عن الدولة والديموقراطية التي سقط من أجلها الشهداء". وفي موقف لافت وجديد هدد النائب عن تيار المستقبل عقاب صقر بأن التأييد الديني للرئيس سعد الحريري سيتفاعل وأن هناك اتجاها لنزع الميثاقية عن الرئيس ميقاتي. مُعلنا أن "الشرط الوحيد للمشاركة في الحكومة هو تنحّي الرئيس ميقاتي، فالرئيس الحريري هو الأولَى لأن يكون رئيس الحكومة أو للتفاوض معه". ورأى صقر أن "الحلّ يكون بسعد الحريري أو مع سعد الحريري من أجل أن نلغي خطأ التكليف".