طالب عدد من أعضاء لجنة أصدقاء التراث بالمدينةالمنورة الهيئة العامة للسياحة والآثار بإنشاء متحف عام لتراث المدينةالمنورة يتوفر على جميع الإمكانات لما يميز تراث المدينة من فرادة وتاريخية مؤكدين أنهم سبق وأن اجتمعوا قبل عامين مع نائب رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار الدكتور علي بن إبراهيم الغبان الذي عرض عليهم فكرة إنشاء ستة متاحف من بينها واحد في المدينةالمنورة، وقدم لهم سيناريو ذلك، إلا أنهم اعترضوا بحسب منسق لجنة أصدقاء التراث الدكتور محمد أنور البكري على الموقع الذي اختير لإنشاء متحف المدينة في مقر سكة حديد الحجاز الذي يسمى ب(الاستصيون). وذهب الدكتور البكري في حديثه إلى"الوطن" إلى أن اعتراضهم كان بسبب أن مقر سكة حديد الحجاز، غير مهيأ أصلاً لأن يكون متحفاً تتوفر فيه البيئة الفنية المتكاملة، مشيراً إلى أنهم يريدون مبنى مستقلاً تتوفر فيه الإمكانات المناسبة لتكوين متحف يليق بتاريخ المدينةالمنورة وزائريها من كل مكان مثلما حدث في الرياض وتبوك، مضيفا أن طيبة الطيبة يفترض أن تكون (بلد المتاحف) لتنوعها الثقافي والتراثي الضارب في التاريخ. وأشار الدكتور البكري إلى أن الملك فهد (رحمه الله) سبق له أن وضع حجر الأساس لمتحف موجودات الحجرة النبوية الشريفة والحرم النبوي، الموجود في الجهة الشرقية من المسجد النبوي إلاّ أنهم ما زالوا في انتظار إكمال هذا المشروع. وكانت الهيئة العامة للسياحة والآثار وضعت في 1428 استراتيجية تطوير قطاع الآثار والمتاحف في المملكة ومن ضمنها مشروع المتاحف الإقليمية التي تشمل المدينة وتبوك وعدداً من المناطق. الباحث في مجال الدينار والدرهم، وأحد أكثر المهتمين بتراث المدينة القديم، عبدالمجيد الخريجي، أشار إلى أن متحف المدينة يعد حلما لكل الأهالي والمهتمين بتراثها الزاخر، مضيفاً أنهم سبق لهم أن خاطبوا الهيئة العامة للسياحة والآثار وتحدثوا مع عدد من المسؤولين إلاّ أنه لم يتحقق لهم إنشاء متحف عام لتراث المدينةالمنورة، وسبق لهم بحسب الخريجي أن قاموا بتجربة عرض مقتنياتهم في موقع سكة حديد الحجاز إلاّ أن الموقع غير مهيأ وليس معداً لأن يكون متحفاً يلبي حاجات المهتمين في هذا الباب. وقال الخريجي إنه من المفترض أن تكون المدينةالمنورة في مقدمة المناطق التي تحتضن متاحف متخصصة في أكثر من مجال في التاريخ والثقافة والسيرة النبوية بحكم مكانتها الدينية والثقافية العريقة، متوقعا أن يحظى متحف المدينة حال إنشائه بأكبر كم من المقتنيات من داخل المملكة وخارجها، وأن يكون هناك تبرعات من الدول الإسلامية. واضطر الخريجي بحسب وصفه أن يعرض ما لديه من خلال متحف خاص في سوق العالية يحتوي على عدد من المقتنيات القديمة إضافة إلى العملات والدنانير التي تمثل جملة من المراحل التاريخية، مضيفاً أنه أصدر خمس كتالوجات متنوعة تتضمن تعريفاً لجميع مقتنيات متحفه القديمة وتهدف إلى تشجيع الحس المتحفي لدى الجماهير.