كان في مطار القاهرة الدولي يعد الثواني والدقائق لصعود الطائرة التي ستقله إلى الأراضي السعودية، إلا أنه لم يكن يتوقع أن عدد الساعات التي سيقضيها في المطار سيتجاوز عدد دقائق الانتظار، إذ قضى يومين كاملين منتظراً اللحظة التي سيصعد بها الطائرة، أكثر من 48 ساعة مرت والسعودي حمد اليامي يبحث عن ال"بوردينج" ليحجز مقعده في طائرة تعود به إلى حيث يسكن في المنطقة الشرقية، أو إلى أي مدينة سعودية. وبعد انتظار يومين وعبر الرحلة رقم 3339 المخصصة لإجلاء السعوديين، وصل صباح أمس حمد "المستاء" مما وجده في مطار القاهرة. وقال ل"الوطن" إنه أكمل يومين كاملين في المطار يبحث عن بطاقة صعود الطائرة، واضطر إلى شراء "بوردينج" من قبل أحد العاملين في المطار بمبلغ 300 جنيه مصري حتى يتمكن من العودة لأرض الوطن. وذلك بعد نفاد صبره من الانتظار، خصوصاً أنه قام بتسجيل اسمه ضمن العائدين إلى العاصمة الرياض لكونها الأقرب إلى مدينة الدمام حيث يسكن، وقد ختمت التذكرة من قبل سفارة المملكة في فندق ال"ماريوت"، وهو الموقع الذي حددته السفارة لتسجيل بيانات السعوديين،مشيراً إلى وجود سوق سوداء لبيع البطاقات في المطارات، مؤكداً أنه واجه أحد الأشخاص في المطار يقوم بعرض بطاقة الصعود الخاص به للراغبين بالعودة إلى المملكة ولم يجدوا أي بطاقة، بمبلغ 1500 ريال سعودي. وبالرغم من توفير الخطوط الجوية العربية السعودية 8 طائرات من نوع "جامبو" سعة 450 مقعداً، لتسهيل نقل مواطني المملكة، إلا أن مطار القاهرة الدولي شهد سوقاً سوداء لبيع بطاقات الصعود إلى الطائرة بمبالغ كبيرة، الأمر الذي استاء منه عدد كبير من الرعايا السعوديين أثناء رحلات العودة إلى الوطن. ومما أثار الدهشة، ما وجده المواطن هادي الزليق الذي استغرب أثناء صعوده إلى الطائرة من وجود عدد كبير من المقاعد تخص مواطنين مصريين بالرغم من أن الطائرة جاءت إلى القاهرة لإجلاء الرعايا السعوديين. مؤكداً أنه ترك خلفه الكثير من الرعايا السعوديين في صالات المطار ينتظرون طائرات أخرى تأتي لإعادتهم إلى أرض الوطن. وتساءل مستغرباً: "هل هذه الطائرات خاصة لإجلاء السعوديين أم أنها طائرات نقل ركاب مجدولة وبرسوم تذاكر".