قدم الأستاذ في كلية إدارة الأعمال بجدة الدكتور مشعل الهرساني دراسة لمشروع يساهم في إيجاد حلول لتخفيف الأضرار الناتجة عن الأمطار والسيول التي تداهم جدة من عام لآخر. إلا أن المفارقة في مشروع الهرساني كانت في الوقت الذي قدم فيه دراسته, حيث قابل أمين جدة هاني أبو راس قبل هطول الأمطار الأخيرة على محافظة جدة بساعة واحدة. وقال الهرساني ل"الوطن": "إن المشروع بعنوان (الطوارئ قبل الحدث) ويعتمد استراتيجية الوقاية من المخاطر بعدة مراحل أهمها تواجد جميع الجهات قبل هطول الأمطار وأثناءها، حيث إن معظم الجهات تتجه للمساعدة بعد الحدث وليس قبله أو أثناءه", مشيرا إلى أن المشروع يهدف إلى العمل من خلال روح فريق العمل لمواجهة الحدث، والمساهمة في تقليل الأضرار إلى أقل حد ممكن، وتطوير العمل التطوعي في هذا المجال. وأشار إلى أن "آلية المشروع تتمثل في التنبيه من خلال نشرة الأرصاد الجوية المتوقعة من الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة، والتي بناء عليها يتم إرسال رسائل نصية من خلال وزارة التربية والتعليم ووزارة التعليم العالي لجميع الطلاب، وعلى كل طالب وطالبة تحديث بياناته إلكترونيا في الوزارات عن طريق موقع الوزارتين لضمان وصول رسائل التحذير لهم عند توقع حدوث أي كارثة". وأضاف "بعدها يتم تنظيم الطرق من قبل إدارة المرور، واتخاذ اللازم من إدارة الدفاع المدني والهلال الأحمر والأمانة، وترسل جميع سيارات الصرف الصحي إلى المناطق المتوقع أن تكون الأكثر ضررا، وذلك يكون إلزاميا لجميع السيارات, وعند هطول الأمطار يتم فصل التيار الكهربائي من قبل وزارة المياه والكهرباء عن الأحياء المتوقع تعرضها للضرر، ومن ثم يتم توجه كل من جمعية الكشافة السعودية للمناطق، لدورها الفعال في خدمة المجتمع , كذلك المتطوعين بعد أن يتم تدريبهم على مواجهة كوارث الأمطار والسيول. وقال الهرساني "بعد نهاية الأمطار والسيول يتم تعقيم المنطقة جويا للقضاء على الفيروسات والأمراض، وهنا يأتي دور الأمانة من جديد , أما هيئة الإغاثة الإسلامية وندوة الشباب الإسلامي فهما من الجهات الأكثر أهمية لإغاثة المتضررين في مثل هذه الحوادث" . وتابع أن "المرحلة الثانية من المشروع تتمثل في توفير سيارات دفع رباعي بعدد معين لكل من الدفاع المدني، والهلال الأحمر، والأمانة، بحيث تكون سيارات الدفاع المدني باللون الأصفر المتعارف عليه، والهلال الأحمر باللون الأحمر والأمانة تحمل سياراتها شعارها"، مشيرا إلى أن هذا النوع من السيارات متواجد بشكل شخصي لدى بعض الشباب الذين يمارسون هواية سباق السيارات، ومن المتعارف عليه أن هذه السيارات لها مقدرة على الدخول في مياه السيول وتحمل جريان المياه، مؤكدا أن الأحداث الأخيرة التي شهدتها مدينة جدة دفعت ملاك سيارات الدفع الرباعي من الشباب إلى مساعدة العديد من الأسر المحتجزة داخل سياراتهم، ونقلهم لأماكن آمنة". وعن تجربته الشخصية يقول الدكتور الهرساني إن "هذه الشاحنة المخصصة لمواجهة الأمور الصعبة هي التي أنقذته، وأنقذت مجموعة كبيرة من المحتجزين في جده جراء السيول" مطالبا الجهات المختصة بتوفير مثل هذه الشاحنات وقت الأزمات للمشاركة والمساعدة في عمليات الإنقاذ. وقدم الهرساني إلى أمين جدة فكرة عقد اللقاء المفتوح بين أمين جدة وشباب المنطقة لمناقشة وإيجاد الحلول الشبابية لمواجهة الأمطار والسيول بالمنطقة والاستماع إلى مقترحاتهم للعمل بها في أقرب وقت ممكن . يذكر أن الدكتور الهرساني حاصل على لقب أصغر عالم عربي، ولديه الكثير من الابتكارات التي تخدم ذوي الاحتياجات الخاصة والمجتمع ككل.