هل رأى منكم أحد أو سمع عن طبيب يكلف بتوفير أدوات الكشف الأولي من جيبه الخاص؟ حتى في أسوأ المستوصفات يتم توفير متطلبات العمل الطبي، وهذا شأن سائر المهن والوظائف الحكومية منها والخاصة .. باستثناء موظف واحد (المعلم) . لا أعلم شيئا عن اللوائح و الأنظمة الرسمية و ليس هذا نتيجة جهل بقدر ما هو تجهيل متعمد لنا معشر المعلمين بما لنا و ما علينا، فمنذ تعينت و أنا أبحث عن مرجع ثابت يوضح واجبات وحقوق وحدود كل فرد في الهيكل المدرسي و ما زالت المديرة وكذلك المشرفة التربوية في حث لنا دائم - يكاد يصل للإجبار تحت ضغط التقدير الوظيفي- بألا ندخل الحصة بلا وسيلة تعليمية وتخيلوا معي وضع معلمة نصابها 24 حصة مقسمة على 5 أو 6 مناهج كم من وسيلة يلزمها أن تعد بمجهودها وعلى نفقتها لتحظى بالرضا، والمساءلة المنتهية بالعقوبات مصير المعلمة التي تسول لها نفسها مطالبة الطالبات بالمشاركة في تجهيز الوسائل، ومن طريف ما يذكر بهذا الشأن أن الوسائل التقليدية كالصحائف بأنواعها والبطاقات والصور ما عادت ترضي، بحجة أنها لا تواكب التطور التقني. فصارت كل معلمة تحمل حاسوبا شخصيا محملا بعروض الصوت والصورة لاستخدامه في عرض الدروس، فظهرت مشكلة الحاجة لأجهزة العرض (بروجكتور)، ولأن الجهاز التابع للمدرسة عهدة يخشى عليه التلف فقد منعت المعلمات من استخدامه، مما حدا بالبعض لاقتناء أجهزة عرض خاصة، ليمنعن أيضا من استخدامها بحجة الخوف على نظافة المكان المخصص للعروض. تصوروا أن مديرة (ما) تطالب معلمة بنقل جهازي العرض و الحاسوب من فصل لآخر مع ما يتطلبه ذلك من وقت للتركيب والتشغيل في كل حصة، ودون مراعاة لمدى ملاءمة قابلية الفصل و سعته بل و حتى توفر القوابس الكهربائية فيه من عدمها. علما بأن ذات المديرة تخصص غرفة لأختها المعلمة تحتكرها وصويحباتها تعتبر مخزنا يحوي كل وسائلهن إضافة للأجهزة التي تبقى في مكانها بحيث تفوج لها الطالبات في كل حصة لتحصل آخر العام على تقدير مرتفع بحجة أنها متميزة في استخدام الوسائل التعليمية المتطورة.