تراوح موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" أمس بين أن يكون صحيفة حية لأهالي جدة يستقبلون فيها الإنذارات والتطورات، ومصدرا مفزعا لنداءات الاستغاثة والقصص المأساوية للمحتجزين. فرغم اختصار الكلام الذي تفرضه "الثقافة التويترية" غير أن المشاركات التي بثها ناشطو الموقع أمس حملت روحاً امتزج فيها الرجاء بالاستغاثة، فمن أدعية "اللهم احفظنا" و"يا أمان الخائفين" إلى نداءات من قبيل: "يوجد فتاة محتجزة في صراف في شارع بني مالك... تكفوون ساعدوها"، و"جدتي مصابة بجلطة وتتعالج ضد السرطان في مستشفى التخصصي، مصابة بمرض السكر .. محاصرة في حي الرحاب بالسيول، ما هو أقرب طريق نجاة لمكة؟". وبث التويتريون تحذيرات متواصلة وبالثواني ينبهون فيها إلى خطورة الأوضاع في شوارع جدة، راسمين خارطة نجاة لسائقي المركبات، والتي سرعان ما لاقت تفاعلا من مواطنين يقطنون في أحياء جدة المختلفة، فأضاؤوا الشوارع المغلقة باللون الأحمر والسالكة باللون الأخضر على خارطة إلكترونية. وفيما غابت قنوات التلفزة المحلية عن بث تقاريرها حتى وقت متأخر من بدء الأمطار، فقد حضرت الهواتف النقالة وأجهزة البلاك بيري بقوة في تغطية متواصلة بالصورة والإرشادات. وتكاتفت جهود شباب متطوعين نزلوا إلى الشارع لتوجيه قائدي العربات إلى الطرق البديلة وإنقاذ من علق فيها، مع جهود آخرين حولوا مواقع التواصل الاجتماعية إلى غرفة عمليات إلكترونية للتحذير والإنقاذ.