باتت مدن حاضرة الدمام على "ديمة" مطر خفيفة، لكنها أصبحت على غرق أحيائها في بُحيرات ممتدة مئات الأمتار في بعض المواقع، واستأنف المطر هطوله بغزارة في مدن الحاضرة. وما إن تخطى الوقت حاجز الظهيرة حتى تكشفت النتائج، بوصول عدد الحوادث التي تسببت الأمطار بها إلى 53 حادثاً، توفي فيها مواطن وأصيب 4، وانخفضت نسبة الصيادين الداخلين في البحر إلى 20% بسبب المخاوف المتصلة بسلامة الإبحار. وفي اتجاه موازٍ تدخلت إمارة المنطقة الشرقية، ووجه الأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز المسؤولين في الإدارات الحكومية والمحافظات باتخاذ كل الإجراءات التي تضمن سلامة المواطنين والمقيمين، مشددا على ضرورة رفع تقارير عما يتم اتخاذه من استعدادات. حوادث محدودة وميدانياً، تسبّبت الأمطار في حوادث حريق محدودة، طبقاً لما ذكره مدير عام الدفاع المدني بالمنطقة اللواء محمد الغامدي إلى "الوطن"، موضحاً أن "الدفاع المدني في المنطقة تعامل مع 5 حوادث تمثلت في تماس كهربائي في عدادات كهرباء في مواقع متفرقة من المنطقة"، مشيراً إلى أن الإدارة أجرت مسحاً شاملاً لجميع المحافظات من خلال دوريات السلامة، بالتركيز على الشوارع وتجمعات المياه. وقال "لم تكن هناك أية تجمعات مياه تثير القلق في الأنفاق أو تتسبب في تعطيل الحركة المرورية، وإنما هناك تجمعات بسيطة للمياه في بعض الطرقات تم التعامل معها من قبل البلديات". وقال الغامدي إن وصول منسوب المياه بسبب الأمطار إلى معدل 1،5 ملم يعتبر خطيراً جداً وفي هذه الحالات تجتمع اللجنة الرئيسة الممثلة في مديري إدارات الدوائر الحكومية في الدمام بمقر الدفاع المدني واللجنة الفرعية الممثلة في الجهات الحكومية في المحافظات والتي تتكون من حوالي 19 دائرة حكومية يقومون بتوجيه العاملين في الميدان وذلك من أجل التقليل من الخسائر المادية والخسائر في الأرواح في مثل هذه الحالات". وأوضح رئيس قسم السلامة المرورية بمرور المنطقة المقدم المهندس علي الزهراني، أن الحوادث وقعت في مدن متفرقة، مضيفاً أن الأمطار تسبّبت في تعطيل إشارات مرور بعد تسرب مياه إلى شرائحها الإلكترونية وقطع الكهرباء عنها. ومن جانبه أكد ناطق حرس الحدود في المنطقة العقيد محمد الغامدي خلو البحر من مراكب الصيد منذ صباح أمس، مبينا أن نسبة نزول البحر للقوارب الصغيرة وصلت إلى 20% فقط، معللاً الانخفاض بتقلبات الجو المفاجئة، لكنه استثنى القوارب الكبيرة. وأشار إلى أن حرس الحدود في محافظة الخفجي منع قوارب الصيد الصغيرة والنزهة من الإبحار، مبينا أن أعمال مسح شواطئ المنطقة توصلت إلى عدم المنع في الوقت الراهن، خاصة أن أغلب الصيادين يمتلكون خبرة كافية لاتخاذ قرار الإبحار، في الوقت الذي ذكر أن "تصاريح نزل البحر كانت شبه معدومة في هذا الجانب". وأكد أنه في حال تغير الأجواء إلى الأسوأ فإن حرس الحدود سوف يمنع جميع القوارب من الإبحار. الأمانة جاهزة.. ولكن وفي سياق متصل قال أمين المنطقة الشرقية المهندس ضيف الله العتيبي ل"الوطن" إن "جاهزية الأمانة مؤكدة"، لكنه استدرك موضحاً أن "الجاهزية محصورة في حدود الأمطار المعقولة فقط". وأضاف أن شبكة التصريف المتوفرة حالياً في الدمام وبعض مدن الحاضرة بإمكانها "التعامل مع منسوب مياه لا يتجاوز 5.5 ملم/ ساعة في الطرق، و20 ملم/ ساعة في الأنفاق"، مضيفاً أن مشاريع تصريف الأمطار التي تنفذها وسوف تنفذها الأمانة سوف تكون قادرة على التعامل مع منسوب 15 ملم/ساعة". وكانت الأمانة قد بثت بياناً في الصباح الباكر أن الأمين تجول في الدماموالخبر والظهران والأحياء المحيطة بها والطرق الرئيسية بعد هطول الأمطار ليطّلع على أعمال التصريف وشفط الأمطار، وكذلك تفقد تشغيل محطات وشبكات التصريف وبعض المشاريع الجاري تنفيذها بحاضرة الدمامالداخلة في الصدد ذاته. وقال البيان إن الأمين وجه الإدارات المعنية ورؤساء البلديات بتكثيف العمل ومضاعفة الجهد وسرعة التحرك ومتابعة خطة الطوارئ الخاصة بتصريف مياه الأمطار ودرء أخطار السيول. وطبقاً للبيان فإن في مدينة الدمام 15 محطة تصريف أمطار، وأربع محطات في الخبر، وجميعها مرتبطة بشبكات تصب مباشرة في الخليج.