قال مسؤولون فلسطينيون ل"الوطن" إنهم يعكفون حاليا على مقارنة الوثائق التي نشرتها قناة"الجزيرة" الفضائية بشأن المفاوضات الفلسطينية-الإسرائيلية مع تلك الرسمية الموجودة في أرشيف دائرة شؤون المفاوضات الفلسطينية مشيرين إلى أنهم قد يضطرون إلى نشر الوثائق الرسمية لإثبات ما قالوا إنه تزوير قد تم في العديد من الوثائق. وعلمت "الوطن" أن تحقيقا فلسطينيا يجري لمعرفة الشخص الذي قام بتسريب الوثائق وما إذا كان التزوير قد تم من قبله أو من قبل جهات أخرى ،فيما قالت صحيفة"معاريف" الإسرائيلية إن عضو اللجنة المركزية لحركة فتح محمد دحلان سرب الوثائق للانتقام من الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي أمر بفتح تحقيق ضده أكد أنه يتواصل حتى الآن. إلا أن محللين أميركيين رأوا أن الوثائق سربت لإحراج حكومة بنيامين نتنياهو ووضع المزيد من الضغوط على إدارة الرئيس باراك أوباما، وتوقعوا أن تكون أطراف أميركية هي التي سربت المعلومات التي تدفع بالموقف خطوة في اتجاه إعلان موقف أميركي واضح من أسس التسوية وهو موقف يمكن أن يستند في هذه الحالة إلى ما تضمنته تلك الوثائق من اتفاقيات لم توقع بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي. وفيما أعرب عباس الذي استقبله أمس الرئيس المصري حسني مبارك،خلال لقائه مساء أول من أمس، رؤساء تحرير الصحف المصرية، عن استغرابه حيال الوثائق، وحذرت فتح "من محاولة اغتيال سياسي للرئيس أبو مازن والقيادة الفلسطينية، وضرب ثبات وصمود الرئيس والقيادة الفلسطينية". ونفى عباس ما تردد عن أن مصر تفكر فى توجيه الدعوة للفصائل الفلسطينية خلال الشهرين المقبلين للحوار فى القاهرة،محملا حماس مسؤولية عرقلة المصالحة. وقال رئيس دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية، صائب عريقات ل"الوطن" "نعكف حاليا على مراجعة كل الوثائق التي تنشرها الجزيرة ولاعتقادنا الأكيد بأن تزويرا قد تم فإننا سنقوم بمقارنتها مع الوثائق الأصلية الموجودة لدينا وقد نضطرإلى أن نطلب من القيادة الفلسطينية إذنا بنشر الوثائق الرسمية من أجل كشف التزوير والتخريب الكبير الذي يجري عبر نشر أمور لم تحصل أصلا". من جانبه طالب أمين سر اللجنة التنفيذية في منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبد ربه بلجنة مستقلة لفحص الوثائق،مؤكدا وجود حملة منظمة ضد عباس والسلطة شبيهة بما تعرض له الرئيس الراحل ياسر عرفات. بدوره أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق أيهود أولمرت أن "الوثائق التي نشرتها الجزيرة فيها الكثير من عدم المصداقية". وهاجم المتحدث باسم حركة حماس سامي أبو زهري، السلطة الفلسطينية واتهمها بما أسماه "التفريط بالثوابت". ونفى عريقات وأحمد قريع"أبو علاء"، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، الكثير مما جاء في الوثائق التي تم نشرها وقال أبو علاء ل"الوطن" "أنظر باستغراب شديد إلى توقيت النشر في هذه المرحلة تحديدا وبهذا الحجم من الأكاذيب وبالتالي يتوجب أن تتشكل لجنة عربية على مستوى عال من أجل البحث فيما جرى وأسبابه ودوافعه". أما عريقات فقال" ليس لدينا ما نخفيه ، فالكل يعلم أننا طرحنا إمكانية التبادل بنسبة 1.9% على أساس التبادل بالقيمة والمثل وعلى أساس واحد إلى واحد وقد نشرنا مواقفنا التفاوضية بتفاصيلها وما جرى في المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي في دراسات قمنا بتوزيعها على أعضاء اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية وأعضاء المجلس الوطني الفلسطيني". بدوره نفى عاموس جلعاد، رئيس الدائرة السياسية والأمنية في وزارة الدفاع الإسرائيلية ، أن يكون أبلغ عباس بالهجوم الإسرائيلي على غزة .