دعا متخصصون، وزارة التعليم إلى إدراج مقررات علم النفس في جميع الصفوف الدراسية في مراحل التعليم العام بدءا من الابتدائية حتى الثانوية بقسميها العلمي والأدبي، وكذلك في التخصصات الجامعية المختلفة، في ظل افتقاد المجتمع إلى الثقافة النفسية المتخصصة، التي تساعده على التعامل مع الأمراض النفسية، ومقوماتها، وبغية الحد من آثارها السلبية. وأشار مشاركون ناقشوا مرض الاكتئاب في ملتقى فكر في الأحساء إلى أن دراسة علم النفس في المملكة، تقتصر على القسم الأدبي لطلاب المرحلة الثانوية فقط، بينما يتم تدريسها في مختلف مراحل التعليم في دول العالم، مؤكدين أن ظهور أعراض الإصابة بمرض الاكتئاب، ناتجة عن قلة معرفة وثقافة بالمرض، وتزايد الأفكار السلبية، ونقص في الفيتامينات، أو اضطرابات في الهرمونات داخل الجسم. خلط أوضح المختصون أن وصمة العار في زيارة الطبيب النفسي أو مستشفيات الصحة النفسية في السعودية، ناتجة عن خلط أفراد المجتمع المحلي بين الأمراض العقلية والأمراض النفسية، بسبب الجمع بين علاجهما في مستشفى واحد، مبينين أن الأمراض النفسية (جسدية المصدر سلوكية المظهر)، بينما أرجعوا سبب رفض زيارة مرضى الاكتئاب للأطباء النفسيين إلى اعتقاد المرضى «الخاطئ» بربط الإصابة بالاكتئاب بضعف الوازع الديني.
تجربة في ندوة أقامها ملتقى فكر في الأحساء الذي تشرف عليه فاطمة العلي، وناقشت مرض الاكتئاب استعرض محمد القحطاني، تجربته في الإصابة بالاكتئاب في العشرينات من عمره، والتي تركزت على المشاكل والهموم المتعددة، والمشاعر السلبية المستمرة، وتحولت إلى آثار سلبية، والجلوس بانعزالية، حتى بات تواجده بين الناس مزعجا له، كما ابتعد عن القراءة، لعدم استيعابه لها، ومع الوقت نشأت لديه كراهية تامة لقراءة الكتب، بجانب فقدانه الطموح، وغياب الأمنيات الدراسية والوظيفية والحياة الاجتماعية، وكل هذا قاده إلى التوقف عن الدراسة، مضيفا «من شدة الضيق جراء الاكتئاب، أصبت بضيق تنفس حاد، وانعدام الشهية في الأكل، وفقدان في وزن الجسم». وقالت فتاة (لم تذكر اسمها) في ذات الندوة التي عقدت في الأحساء «تعرضت للإصابة بمرض الاكتئاب، بعد تخرجي في الجامعة، ولا أرى في الحديث عن الأمر عيبا، فنصف أمراض البدن سببها نفسي، ومن يتعرضون للإصابة بالاكتئاب، هم أصحاب الطموح والهمم العالية، نتيجة مرورهم باحباطات كثيرة في حياتهم، بينما عامة الناس «السطحيين» بعيدون نوعا ما عن الإصابة بهذا المرض».