ودعت منطقة عسير علما من أعلامها ونجما ساطعا في سمائها. غيب الموت مساء يوم الاثنين الثاني من شهر ذي الحجة في مدينة أبها الشيخ الأديب محمد بن عبدالله بن حميد، عن عمر يناهز التسعين عاما بعد معاناة مع المرض رحمه الله. فقد توافد للتعزية جمع غفير من أهالي المنطقة وخلافها، وعلى رأسهم أمير منطقة عسير، وتوج ذلك ببرقية مواساة من خادم الحرمين الشريفين، واتصالات من عدد من الأمراء والعلماء والمسؤولين، ومنهم مستشار خادم الحرمين الشريفين الأمير خالد الفيصل. لقد ملأت الحسرة مشاعر الجميع لفراقه، معددين مناقبه الحميدة التي لن تمحى من على جبين الزمن. لقد قضى جل حياته في خدمة دينه وولاة أمره ووطنه الكبير. الملفت للنظر أن من ضمن الحضور من تحامل على نفسه وأصر أن يحضر للتعزية من كبار السن والمرضى والمقعدين، فهنيئا له بمسيرته المشرفة، وهنيئا لنا بأبناء بررة خلفهم للمجتمع ليحذوا حذوه ويكملوا مسيرته. أرجو من الله أن يكتب ما أصابه من أمراض ومن عاديات الزمان في ميزان حسناته، فقد تذرع بالصبر والاحتساب لهذا الابتلاء. والله سبحانه وتعالى إذا أحب قوما ابتلاهم. وداعا أيها الأخ الحبيب وإلى جنة الخلد يا أبا عبدالله، وإنا لله وإنا إليه راجعون.