قدم الدكتور عبدالواسع الحميري في محاضرته التي ألقاها في أدبي أبها أول من أمس رؤية عن "نظرية المعرفة في القرآن الكريم"، وأجاب عن الكثير من المسائل المختلفة، من ضمنها: أن القرآن أجاب عن المعرفة، والفرق بينها وبين العلم، وكيف نصل للحقيقة وهل تكمن داخلها أم خارجها، وهل الحقيقة واحدة أم متعددة؟ وتوقف الحميري عند آيتين كريمتين قال أعتقد أنهما قد أجابتا على الكثير من الأسئلة المعرفية وهما: "ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه"، و"وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول رأيت المنافقين يصدون عنك صدودا"، موضحاً أن الآية الأولى تضمنت نفي ثلاث أكاذيب في الجاهلية، والإشارة إلى جملة من الحقائق المعرفية وهي أهمية القلب وحقائق الأشياء والكشف عن مواهبه الحقيقية، والمراد بالقلب، وأن الحقيقة في ذاتها واحدة وغير متعددة، فما أصله واحد فهو واحد بالضرورة، وما أصله متعدد فهو متعدد بالضرورة، وما يتغير ويتعدد هو فقط صورة الحقيقة المنعكسة في رؤيتنا، والمتغير ليس هو الحقيقة ذاتها بل نحن الباحثون عنه أو أجهزتنا المعرفية، وما يتعدد هو شكل الحقيقة وزواياها، حسب الغايات والمقاصد. ثم توالت المداخلات ورد المحاضر على أسئلة الحضور بقوله: أولا المعرفة باب كبير ومتشعب ولدي عشرة كتب لم تأخذ الجهد الذي أخذه كتاب المعرفة، وقد أخذ مني سنتين كاملتين وما زلت حتى الآن أضيف عليه. وقد حاولت في كل خطاب قرآني أن أجيب على نظرية الدليل الغائب وليس مطلوباً منا أن نعرف إلاّ من خلال ما ندركه مثل اختلاف الليل والنهار.