وجه وزير الخارجية السعودي رئيس وفد المملكة إلى القمة العربية الاقتصادية بشرم الشيخ الأمير سعود الفيصل الدعوة للقادة العرب للمشاركة في القمة التنموية والاقتصادية والاجتماعية في يناير عام 2013 بالرياض. وقال في كلمة بالجلسة الختامية للقمة الاقتصادية "نتطلع أن تكون استضافة السعودية لهذا المحفل الهام رافدا من روافد الأمة العربية في مسعاها للوصول إلى التنمية المستدامة في إطار العمل العربي المشترك". وهيمنت ثورة الياسمين التونسية على القمة العربية الاقتصادية الثانية التي اختتمت أمس في شرم الشيخ بعد تحذيرات أطلقها الأمين العام للجامعة عمرو موسى من أن "المواطن العربي في حالة غضب وإحباط غير مسبوقة". وقال موسى في كلمة ألقاها في الجلسة الافتتاحية إنه يود أن "يشير إلى الهزات المجتمعية التي تتعرض لها المجتمعات العربية". وأضاف أن "ما يحدث في تونس من ثورة ليس أمرا بعيدا عن موضوع هذه القمة أي التنمية الاقتصادية والاجتماعية ودرجة توازنها وتصاعدها وشموليتها وحسن توزيعها وليس بعيدا عما يدور في أذهان الجميع من أن النفس العربية منكسرة بالفقر والبطالة والتراجع العام في المؤشرات الحقيقية للتنمية والتي تزخر بالإشارة إليها تقارير دولية وتقارير الأممالمتحدة بصفة خاصة". وأعرب أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح عن أمله في التوصل إلى "توافق وطني" في تونس يحفظ لهذا البلد "أمنه واستقراره. وأكد الشيخ الصباح أن صندوق دعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة والذي يبلغ رأسماله ملياري دولار سيدخل حيز التنفيذ مع انعقاد القمة الاقتصادية الثانية. ومن جهته أكد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في كلمة ألقتها نيابة عنه مديرة البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة هيلين كلارك أن الدول العربية حققت تقدما ملحوظا في مجال التنمية الاجتماعية والتعليم، وخاصة تعليم الفتيات. أما الرئيس المصري حسني مبارك فقد شدد على أن "التعاون الاقتصادي والتنمية لم يعد غايته تحقيق التقدم لشعوبنا وحسب وإنما أصبح قضية مستقبل وبقاء ومصير ومطلبا أساسيا من متطلبات الأمن القومي العربي". وقال إن "قضية التشغيل وإتاحة فرص العمل واحدة من أهم ما نواجهه من تحديات". وأكد الرئيس السوداني عمر البشير التزامه بالنتيجة التي سيسفر عنها الاستفتاء التاريخي لانفصال جنوب السودان. وقال إن السلام في السودان لا رجعة فيه، خاصة في منطقة دارفور وذلك تماشيا مع الجهود التي بذلتها الدول العربية من خلال الجامعة العربية لتعزيز الأمن والاستقرار لجميع أنحاء السودان. وطالب البشير القادة العرب بتقديم مبادرة واضحة بإلغاء الديون عن السودان. وكان وزير الخارجية التونسي كمال مرجان وصل الاثنين إلى شرم الشيخ، إلا أنه غادر بشكل مفاجئ قبل بدء اجتماعات القادة. وأصدرت القمة بيانا "بشأن مكافحة الإرهاب والتدخلات الخارجية" أكدت فيه أن "القادة العرب يجددون إدانتهم للإرهاب بكل صوره وأشكاله، غير أنهم يعربون عن رفضهم الكامل لما تم رصده من محاولات بعض الدول والأطراف الخارجية التدخل في شؤون الدول العربية بدعوى حماية الأقليات في الشرق".