حدد أستاذ علم الاجتماع بجامعة القاهرة الدكتور أحمد عبدالله زايد، معالم ثقافة التطرف كثقافة فرعية، مشيراً إلى أن من أهم هذه المعالم: الرؤية الضيقة غير المرنة للعالم، والتنميط الثقافي، والوصاية الثقافية، والنظرة الماضوية، والانعكاسية الماضوية، والتفاعل المتوتر مع الآخر. واستعرض خلال ندوة بعنوان «التنمية الثقافية تحديات الحاضر وتطلعات المستقبل» أدارها الدكتور إيهاب مصطفى، ضمن برامج الخيمة الثقافية بسوق عكاظ، أساليب مواجهة التطرف، مثل استراتيجية اليونسكو، والبرنامج الإنمائي للأمم المتحدة أو أكاديمية البحث العلمي في مصر، متحدثا عن ثقافة التطرف خصائصها وآليات مواجهتها، بهدف التعرف على خصائصها وطرق مواجهتها من خلال تعريف التطرف مع التفرقة بين هذا المفهوم والمفاهيم الأخرى القريبة منه. أبعاد ثقافية واضحة تناول الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة في مصر الدكتور سعيد المصري عن الثقافة والتنمية المستدامة، ومفهوم الثقافة والعلاقة الوثيقة بين الثقافة والتنمية، والدور الفاعل للتنمية الثقافية في تحقيق غايات التنمية المستدامة وذلك بالتطبيق على تجربة مصر في التنمية المستدامة 2030 والتي أعلن عنها في 2016. وأوضح أن كثيرا من تجارب التنمية بصفة عامة في العديد من المجتمعات الإنسانية تشير إلى أن الثقافة يمكن أن تلعب دورا مؤثرا في نجاح أو إخفاق جهود التنمية المستدامة، بسبب أن عنصر التوازن بين الاحتياجات الاجتماعية والاقتصادية والبيئية الذي يشكل جوهر الاستدامة في التنمية يتوقف على اعتبارات ثقافية، موضحاً أن التوازن أيضا بين احتياجات الجيل الحالي وأجيال المستقبل في التنمية المستدامة يعتمد بصورة قوية على أبعاد ثقافية واضحة في مدى قدرة المستهدفين من التنمية على إدراك أنفسهم بصورة جيدة ولحاجاتهم وتطلعاتهم المستقبلية. تحولات عميقة تساءلت أستاذ أصول التربية بجامعة الملك سعود الدكتورة فوزية البكر، عن سبل تحقيق التنمية الثقافية بما يتوافق مع المتطلبات المحلية والثقافة العالمية، مبينة أن مفهوم التنمية الثقافية يكتسب أهمية متزايدة في أيامنا هذه لما يمر به العالم العربي والإسلامي من تحولات سياسية واقتصادية وقيمية ثقافية عميقة يجعل مناقشة مفهوم التنمية الثقافية أمرا شديد الأهمية في فترة قلقة وحساسة من تاريخ الدول العربية. وأكدت أن أنواع التنمية السياسية والتشريعية والاقتصادية والتعليمية والاجتماعية تحتاج لتحقيقها إلى تنمية ثقافية لأفراد المجتمع، مضيفة أنه ومن هنا ينشأ وعي مجتمعي على شكل قيم ثقافية وممارسات تنعكس على شتى مجالات الحياة مثل استيعاب القيم المرتبطة باستخدام التكنولوجيا خلال نقلها وتربية الذوق الفني وترقية الإحساس الجمالي في التعامل مع كافة المنتجات الثقافية والأدبية، لافتة إلى أننا في حاجة ملحة لإدارة عمليات التنمية الثقافية بما يتواكب مع التغيرات المتسارعة التي حملتها لنا رؤية 2030 وبما يتوافق مع المتطلبات المحلية ويتكيف مع الثقافة العالمية. تأثير المسرح في المجتمع تطرقت أستاذ الأدب والنقد الحديث بجامعة الإسكندرية الدكتورة سحر حسين شريف، لدور المسرح في التوعية الثقافية تجربة المسرح الجامعي في مصر نموذجاً، والدور الرئيس لفن المسرح في تحقيق قدر من التوعية الثقافية لأفراد المجتمع، مؤكدة أن المسرح من أكثر الفنون تأثيراً في الناس، حيث تتعدد الأدوار التي يقوم بها في الحياة الاجتماعية والثقافية المعاصرة، وأنه يعد من الركائز الأساسية التي تسهم في إتاحة فرص التنوير من خلال ما يقدمه من معلومات، ومعارف، وحقائق متنوعة في شتى المجالات التي تتناسب مع خصائص الجمهور بكل قطاعاته وثقافاته، مما يجعله يقوم بدور فعال في تشكيل مفاهيم الأفراد، وتصوراتهم، وتوجهاتهم نحو كافة الأحداث السياسية والثقافية والاجتماعية التي تواجه مجتمعهم، ما يسهم في تحقيق قدر من التنمية الثقافية داخل المجتمع الإنساني.