تقاطعت معلومات مراجع سياسية ووسائل إعلامية حول صدور القرار الاتهامي عن المحكمة الدولية الخاصة بلبنان اليوم، وتسليمه إلى قاضي الإجراءات التمهيدية دانيال فرانسين لاتخاذ القرار بشأنه. ونقلت مصادر في مقر رئيس الحكومة سعد الحريري أن الأخير "تبلغ أن موعد تسليم القرار الاتهامي هو اليوم". كما نقلت هذه المصادر أن "كتلة المستقبل وقوى 14 آذار لن تشارك بأي حكومة لا تكون برئاسة الحريري". ويسود القلق في بيروت من آثار صدور القرار خصوصا أن الأزمة الحكومية والتجاذب الحاد قائمان وبشكل لم يسبق له مثيل حول اسم رئيس الحكومة المقبل والذي سيحدد مصير استمرار الأزمة أو تسويتها. وقالت مصادر في المعارضة إنه إذا صح وصدر القرار الاتهامي اليوم فإن مسار الأمور كله سيتغير إلى الأسوأ وسيشكل تجميدا لكل الحركة السياسية القائمة حاليا ومنها وقف الاستشارات النيابية في مقر الرئاسة. ومن المؤشرات على احتمال تأجيل الاستشارات النيابية المقررة اليوم، إلغاء اجتماع كتلة اللقاء الديموقراطي بزعامة النائب وليد جنبلاط التي كان سيُحسم فيها اسم مرشحها لرئاسة الحكومة. والتقى رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة النائب جنبلاط بحضور مساعديْهما دون الإعلان عن مضمون ما تم بحثه. وقالت أوساط سياسية مقربة من القصر الجمهوري إن اتصالات متسارعة لبنانية لبنانية ولبنانية إقليمية تجري بحثا عن مخرج يمنع انفجار الوضع. ولفتت إلى أن أفكارا عديدة يتم تداولها بين بيروت والعواصم العربية ومنها تأجيل بدء الاستشارات النيابية لإفساح المجال أمام الجهود الهادفة إلى إيجاد حل ولو مؤقت للأزمة. وأشارت إلى أهمية اللقاء السوري التركي القطري الذي سيعقد اليوم في دمشق بين الرئيس السوري بشار الأسد، ورئيس وزراء تركيا رجب طيب إردوغان، وأمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني للمساعدة على وقف التدهور السياسي المتصاعد والذي يخشى من انعكاسه على الشارع في حال عدم معالجته. وقالت مصادر أخرى مقربة من رئيس مجلس النواب إن أفضل الحلول المقترحة هو الإبقاء على حكومة تصريف الأعمال لتأخذ دورها، فيما تتم معالجة القضايا الساخنة بهدوء وهذا سيعني تماما أزمة حكومية طويلة الأمد نظرا للشروخ الهائلة القائمة بين المعارضة والأكثرية. وكان الرئيس اللبناني ميشال سليمان تلقى مساء أول من أمس اتصالاً من وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، تناولت خلاله الوضع في لبنان. وأعربت كلينتون عن "وقوف الولاياتالمتحدة إلى جانب لبنان في الظرف الراهن، وفقاً لما يقرره اللبنانيون لأنفسهم". من جهته، أكد سليمان أنَّ "التطورات الأخيرة في لبنان لها طابع سياسي بامتياز وتتم معالجتها وفقاً للدستور وبالطرق الديمقراطية"، لافتاً إلى أن "اللبنانيين سيتمكّنون من تلافي الوصول إلى أزمة وإيجاد الحلول عن طريق اعتماد نهج الحوار والتوافق والاحتكام إلى الأصول الدستورية وروح الميثاق الوطني". من جهة ثانية ما زالت ترددات الشريط الإذاعي الذي بثته محطة "نيو تي في" المقربة من المعارضة عن لقاء جمع الحريري ورئيس فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي العقيد وسام الحسن ونائب رئيس لجنة التحقيق الدولية جيرهارد ليمان وشاهد الزور محمد زهير الصديق، تتفاعل خصوصا أنه ياتي في وقت محرج وحساس. ورد النائب عن تيار المستقبل عمار حوري على بث الشريط بوصفه بالمزيف والمفبرك، فيما وعدت المحكة ببث تسجيلات أخرى تخص الرئيس الحريري وفريقه.