تشهد جدة التاريخية منذ بداية شهر رمضان مهرجان «مسك جدة التاريخية» الذي يعد إحدى مبادرات مركز «مسك» التابع لمؤسسة محمد بن سلمان الخيرية، حيث حافظ المهرجان على أصالة التراث الجداوي وإظهار ذلك من خلال تجسيد كافة الفنون والأصالة القديمة للمنطقة. ويستمر المهرجان 9 أيام يقدم خلالها مزيجا من البرامج الترفيهية والتراثية والأكلات الشعبية، إلى جانب مشاركات فنانين تشكيليين عرضوا مجسمات مختلفة عبر ساحة مخصصة لذلك. كما تحتوي منطقة الألعاب الشعبية على ألعاب كانت جزءا من ذاكرة السعوديين في جدة التاريخية مثل «الكبوش»، و«البربر»، و«الفرفر»، و«الكيرم». لعبة البربر أوضح المشرف على اللعبة الشعبية «البربر»، عبدالله سلامة خلال حديثه إلى «الوطن»، أن لعبة البربر من أكثر الألعاب الشعبية إقبالا في المهرجان، وذلك لما تتميز به من منافسة بين اللاعبين، إلى جانب أنها تعتبر رياضة تساعد على الحركة ويتجاوز عمرها 70 عاما، موضحا أن هذه اللعبة لها قانونها الخاص، فهي تعتمد على الرجل اليميني لوضع قطعة صغيرة من الحجر أو الفخار قبل تقسيم الأرض ل12 مربعا، ويقوم اللاعب بدفع القطعة إلى إحدى حفر الملعب بقدمه اليمنى، بعد أن يرفع قدمه اليسرى إلى الركبة، وفي حالة خرجت القطعة من المربع الذي يلي اللاعب يرجع للبداية ويدخل اللاعب التالي. لعبة الكيرم بحسب الروايات، تعود أصول لعبة الكيرم «للهند»، إلا أنها لاقت صدى واسعا في الخليج العربي واليمن، خاصة في منطقة الحجاز السعودية التي يتزايد الإقبال عليها في شهر الخير نظرا للياليه الطويلة، وسهولة أدواتها التي تعتمد على ملعب خشبي يتكون من 4 فتحات صغيرة في كل ركن من أركانها الأربعة، وفي المنتصف توجد رسمة لدائرة تتمركز فيها حبوب «الكيرم» التي تأتي أشكالها دائرية وتنقسم للونين أسود وأبيض، ويتم رصها بعناية فائقة، مع وجود شخصين إلى 4 للتناوب على الضرب بحبة دائرية تسمى المضرب. لعبة الفرفيرة من جانب آخر، تشتهر لعبة «الفرفيرة» بين الصغار والشباب في ليالي رمضان، حيث تعد من الألعاب الرياضية الشعبية التي تجتذب اهتمام الكثيرين في ليالي الشهر المبارك، والتي تنتشر في شوارع الأحياء، فهي تحفز المنافسة بحماس وتجمع حولها الأصحاب للعب أو التشجيع في وقت لا يتطلب استئجارها منهم سوى بضعة ريالات فقط. وتتكون اللعبة من طاولة خشبية تحملها 4 قوائم وبها 8 أذرع تستوعب 4 لاعبين من الفريقين بواقع لاعبين لكل فريق، وتتضمن منصتها ملعبا خشبيا ولاعبين يتم التحكم بهما بواسطة الأذرع في الجانبين، وهي لعبة معروفة خاصة في رمضان بين الأطفال والشباب. ويتجمع اللاعبون قبل الإفطار وبعده حول اللعبة التي تملأ الشوارع حيوية ويتجمهر حولها الصغار لمتابعة الفائز من الخاسر. مركاز العمدة إلى ذلك، وفي أحد الممرات المؤدية ل«بيت نصيف»، يقع مركاز بجانب أحد البيوت القديمة ويضم العديد من رجال المنطقة التاريخية الذين تعودوا فيها على الاجتماع بهذا المكان في شهر رمضان يتبادلون الأحاديث بوجود عمدة الحي والتفاف السكان حوله، حيث جذب هذا الموقع الزوار بدوا بطرح الأسئلة على العمدة ومن معه من كبار رجال المنطقة التاريخية حول تاريخ المركاز والتقاط الصور التذكارية معهم، وأخذ العمدة يشرح الحقبة الزمنية التي مرت بها بيوت المنطقة وتاريخ كل بيت وأشهر سكان المنطقة.