لم تنشغل ريما ذات الخمس سنوات بألعابها التي تركتها في غرفتها بالرياض، بل كانت في قمة تركيزها وهي تتابع أحد المخترعين يعرض طريقة مبتكرة لإزالة المعادن الثقيلة من مياة الصرف الصحي بجدة، وشقيقتها "سارة" التي ما زالت في الصف الخامس الابتدائي تحلم بإطلاق "سيارة هوائية" تصبح في المستقبل أول سيارة سعودية تغزو أسواق العالم، أما شقيقهما سلطان الذي يتدرب ثلاثة أيام في الأسبوع مع ماجد عبدالله أحد نجوم الكرة السعودية ، فلم يفكر في كأس العالم القادمة على الأبواب، وتفرغ طوال هذه الأيام لمتابعة معرض "ابتكار 2010" في جدة مع والده وشقيقتيه. القصة بدأت تفاصيلها في الرياض ولعب دور البطولة فيها المهندس محمد العجمي أحد المسؤولين في مجموعة "سامبا" المالية الذي بدأ أكبر مشروع استثماري في حياته عندما نجح في توظيف قدرات أبنائه الثلاثة "سلطان وسارة وريما" في البحث العلمي والاختراعات وحرص على تربيتهم على حب العلوم وعشق الوطن، وترك لهم العنان ليحلمون بمستقبل أكثر إشراقا. انتظرنا حتى يخرج سلطان من حالة الاندماج التي كان عليها وهو يتابع قصة أحد الاختراعات، حيث بدأ يروي لنا اهتماماته فقال" أنا طالب في الصف الثاني المتوسط بمدرسة دار البراء، أحب العلوم منذ نعومة أظافري. وإذا كان الغموض يكتنف مشروع سلطان فإن أخته سارة التي ستدخل مسابقة في "الباليه الإيقاعي" بعد أيام ، تبدو أكثر وضوحا، وتفكر بصوت عال، تقول" مشروعي الذي أعمل عليه هو إنشاء سيارة هوائية.. نعم الفكرة بدأت في ذهني من خلال بالونة الهواء التي ننفخها وعندما نقوم بإفراغها تسير بسرعة كبيرة للأمام، لقد توقفت كثيرا أمام هذه الفكرة وبدأت بالفعل في إنشاء سيارة خشبية مرتبطة ببالونة هواء، تسير مباشرة عندما نفتح باب الهواء ونترك لها العنان". أما ريما ابنة السنوات الخمس.. فإنها تفكر في الاختراعات بشكل مختلف، يقول والدها إنها تملك موهبة فطرية في تصميم الأزياء وعرضها أيضا.