بلغت نسبة المشاركة في الاستفتاء حول استقلال جنوب السودان العتبة القانونية اللازمة لاعتماد نتيجته، ما يفسح المجال أمام قيام دولة جديدة في القارة الأفريقية. وقالت نائبة الأمين العام للحركة الشعبية الحاكمة حاليا في الجنوب آن إيتو إن "العتبة التي تجعل النتيجة صالحة لاعتمادها تم بلوغها. إن عتبة ال60% تم بلوغها ولكننا ندعو، نحن في الحركة الشعبية لتحرير السودان، إلى مشاركة بنسبة 100%". وأضافت خلال مؤتمر صحفي في جوبا عاصمة جنوب السودان أن "السودانيين الجنوبيين المسجلين على لوائح الاقتراع والذين لم يدلوا بأصواتهم حتى الآن يجب أن يفعلوا ذلك. إنها فرصة كبيرة لن تحصل مرة ثانية. التصويت، يعني تكريم الذين ضحوا بحياتهم لنتمكن من تحديد" مصيرنا. وردا على سؤال حول نسبة المشاركة التي تحدث عنها الحكم في الجنوب والبالغة 60%، أجابت المتحدثة باسم لجنة الاستفتاء سعاد إبراهيم "هذا ممكن، حتى من الممكن أن تكون النسبة أعلى من ذلك". وأوضحت أن اللجنة لا تملك معلومات وافية حتى اللحظة بشأن نسبة المشاركة في الجنوب. ومن المتوقع أن تصدر النتائج الأولية نهاية يناير الجاري على أن تصدر النتائج الرسمية عن مفوضية الاستفتاء في 14 فبراير. وبدأ السودانيون الجنوبيون الإدلاء بأصواتهم في الاستفتاء الأحد الماضي الذي سيتواصل حتى بعد غد. ويتوقع المحللون والطبقة السياسية الشمالية فوز الخيار الانفصالي. إلا أن القانون الذي يحكم سير الاستفتاء ينص على ضرورة إدلاء 60% على الأقل من الناخبين المسجلين على اللوائح الانتخابية بأصواتهم ليتم اعتبار النتيجة صالحة. وعكرت صفو الاستفتاء أعمال عنف اندلعت منذ الجمعة الماضي في ولاية الوحدة في الجنوب، حيث قتل ثمانية متمردين على الأقل في معارك مع الجيش الجنوبي، وخصوصا في منطقة أبيي على الحدود بين الشمال والجنوب. وكان مسؤول في الأممالمتحدة أشار في وقت سابق إلى أن القوات الدولية في السودان "كثفت دورياتها على الأرض وعلى استعداد لتعزيز وجودها بحال دعت الحاجة". وتوجه قائد القوات الدولية في السودان هايلي منكيريوس إلى أبيي لتهدئة الأوضاع. كما من المتوقع توجه وزير الداخلية السوداني إبراهيم محمود إبراهيم إلى هذه المنطقة التي تدخل في قلب خلاف حاد بين الشمال والجنوب. وفي واشنطن، قال برنستون ليمان أحد كبار موظفي الخارجية بتصريح إن بلاده قد ترفع اسم السودان من اللائحة الأميركية للدول الراعية للإرهاب بحلول يوليو المقبل في حال قبول الخرطوم نتائج الاستفتاء على حق تقرير مصير الجنوب. وأضاف ليمان أن الولاياتالمتحدة، وفي حال أقر المراقبون الدوليون نزاهة الاستفتاء وتم قبول نتائجه، ستبدأ بالعمل على رفع السودان من لائحة الإرهاب، مشيرا إلى أن هذه الخطوة تحتاج لإجراء مشاورات مع الكونجرس الأمر الذي سيؤجل وضع القرار موضع التنفيذ إلى يوليو المقبل.