يتطلع المنتخب السعودي الأول لكرة القدم إلى مسح صورة بدايته المتعثرة في بطولة كأس أمم آسيا وتعويض خسارته السابقة أمام سورية 1-2، وذلك عندما يلتقي نظيره الأردني اليوم في الجولة الثانية من مباريات المجموعة الثانية للبطولة. وكانت نتيجة مباراتي الجولة الأولى في هذه المجموعة مفاجأة للجميع، عندما سقط "الأخضر" الفائز بلقب البطولة (ثلاث مرات)، أمام منتخب سورية الذي لم يسبق له تحقيق أي إنجاز في البطولة، فيما وقعت اليابان في فخ التعادل أمام الأردن (1-1) في نتيجة لم يكن يتوقعها أكبر المتفائلين، إلا أن "النشامى" أثبتوا أن مباريات كرة القدم ليس لها كبير. وجاءت الترشيحات التي سبقت البطولة مغايرة تماما لما حصل في أول مباراتين في هذه المجموعة، وأنها قد تتغير ملامحها اليوم إلا إن أثبت المنتخبان السعودي والياباني عكس ذلك بتحقيقهما نتيجة إيجابية تصحح مسارهما في ترتيب المجموعة. وبعد الخسارة التي مني بها المنتخب السعودي، أقيل المدرب البرتغالي خوزيه بيسيرو من قبل الاتحاد السعودي لكرة القدم، بعد فشله في تحقيق أي إنجاز خلال مسيرته مع "الأخضر"، وخرج خالي الوفاض من التصفيات الآسيوية المؤهلة لمونديال 2010 بجنوب أفريقيا، في أول مرة يغيب المنتخب السعودي عن المحفل العالمي منذ 1994. وكان بيسيرو لجأ إلى الاعتماد على نجوم الصف الثاني إبان مشاركته في "خليجي 20"، والتي اختتمت قبل أسابيع في اليمن، وحقق المركز الثاني بعد الهزيمة في النهائي أمام نظيره الكويتي. وجاءت مبررات بيسيرو في الاعتماد على هؤلاء اللاعبين في البطولة الخليجية لتوفير جهود النجوم الكبار والبارزين لبطولة كأس آسيا، وتخفيف الضغوط عنهم، ولكن سقوط البرتغالي في أول اختبار في البطولة الآسيوية والذي اعتبره الكثير من النقاد والمحللين الاختبار الأسهل له في المجموعة، لتكون الإقالة هي الحل الأمثل لتهدئة الجماهير الغاضبة التي طالما ساورها القلق والشك تجاه بيسيرو. وكما جرت العادة، أسند الاتحاد السعودي للعبة مهمة تدريب المنتخب إلى المدير الفني الوطني ناصر الجوهر الذي دائما ما يلعب دور المنقذ في أكثر من مرة مع الفريق. ويسعى الجوهر إلى قيادة "الأخضر" وفتح صفحة جديدة في البطولة الآسيوية الحالية، رغم صعوبة موقفه في ظل المستوى الجيد الذي ظهر عليه المنتخب الأردني في أول مباراة أمام اليابان. وتنتظر المنتخب السعودي مباراة صعبة اليوم، ويسعى من خلالها إلى تحقيق الفوز والظفر بالنقاط الثلاث، ليجدد أمله في المنافسة على التأهل لدور الثمانية، كما يأمل في استعادة توازنه ومعنوياته العالية قبل مواجهة اليابان في ختام مباريات المجموعة. وكانت آمال المنتخب السعودي قبل بدء البطولة معلقة على تحقيق نتيجتين إيجابيتين أمام منتخبي سورية والأردن وحسم التأهل قبل الوصول إلى لقاء اليابان، لتكون المباراة بينهما على قمة المجموعة حسبما أشارت معظم التوقعات والتكهنات، ولكن حدث عكس ذلك تماما حيث أصبح "الأخضر" بحاجة إلى الفوز على الأردن واليابان من أجل التأهل للدور الثاني. في المقابل، يخوض المنتخب الأردني لقاء اليوم بمعنويات مرتفعة بعدما خرج بتعادل أمام اليابان اعتبره الكثيرون تعادلا بطعم الفوز، ليحصل على نقطة ثمينة تعزز من فرصه في المنافسة على التأهل لدور الثمانية. ويسعى "النشامى" بقيادة مدربهم العراقي عدنان حمد إلى تفجير مفاجأة في البطولة، كما حصل في بطولة كأس آسيا 2004 بالصين، وحققوا التأهل إلى دور الثمانية بقيادة المدرب المصري محمود الجوهري، وقدموا آنذاك عروضا مميزة، وكانوا على وشك التأهل للمربع الذهبي، إلا أنهم خرجوا من دور الثمانية بالهزيمة أمام اليابان. ويأمل المنتخب الأردني في استغلال حالة ارتباك المنتخب السعودي التي ظهر عليها في مستهل البطولة، ليحقق فوزا من شأنه أن يضع الفريق على أعتاب دور الثمانية.