أعلن الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر أمس أن الرئيس السوداني عمر حسن البشير عرض أن يتحمل الشمال كل ديون البلاد في حالة انفصال الجنوب بعد الاستفتاء. وقال كارتر في لقاء مع تلفزيون "سي. إن. إن"، "تحدثت مع البشير. وقال إن الدين بأسره ينبغي أن يؤول إلى شمال السودان لا الجزء الجنوبي. لذا يمكن القول إن جنوب السودان سيبدأ بصفحة بيضاء على صعيد الديون". وكان السودان دعا من قبل إلى إعفائه من ديونه البالغة نحو 38 مليار دولار لتعزيز فرص السلام. وبحسب صندوق النقد الدولي فإن معظم الديون متأخرة السداد. من جهة أخرى، قال زعماء في منطقة أبيي أمس إن 36 شخصا على الأقل قتلوا في اشتباكات بين رجال قبائل وبدو عرب قرب الحدود بين شمال السودان وجنوبه. ودان المسؤول الجنوبي لوكا بيونج القتال، وقال إن الجانبين مازالا يحاولان تسوية نزاع مرير بشأن ملكية أبيي في إطار مفاوضات تشمل أيضا كيفية اقتسام الإيرادات النفطية والديون بعد الانفصال. واتهم زعماء قبيلة دينكا نقوك المرتبطة بالجنوب، الخرطوم بتسليح ميليشيات عرب المسيرية بالمنطقة في اشتباكات وقعت أيام الجمعة والسبت والأحد. ولكن زعيم المسيرية مختار بابو نمر قال إن 13 من رجاله قتلوا في اشتباك الأحد واتهم جنوبيين ببدء القتال. وتشكلت طوابير طويلة من الناخبين مجددا أمس أمام مراكز الاقتراع في جوبا في اليوم الثاني من الاستفتاء، وسط أجواء حماسية مؤيدة بقوة للانفصال. وتتواصل عمليات الاقتراع لمدة أسبوع حتى 15 من الشهر الحالي بسبب صعوبة المسالك في جنوب السودان. وفي مركز الاقتراع الصغير المعروف بحي السجون في جوبا وقف عشرات الجنوبيين من نساء ورجال ينتظرون دورهم للاقتراع، في حين أن الصناديق الثلاثة الشفافة الموجودة في هذا المركز قد شارفت على الامتلاء. أما في المركز الكبير المقام في جامعة جوبا فتشكلت من جديد الطوابير الطويلة، حتى إن بعض الجنوبيين وصلوا ليلا للتأكد من أنهم سيكونون بين أوائل المقترعين عند فتح مراكز الاقتراع صباحا. وفي المركز الأكبر في جوبا في الباحة المجاورة لضريح جون قرنق الزعيم التاريخي للجنوبيين كان الوضع مشابها والناخبون اصطفوا في طوابير متعرجة بانتظار دورهم للاقتراع. وفي رومبيك عاصمة ولاية البحيرات الواقعة في وسط الجنوب، تجمع عدد من الناخبين أمام مركز اقتراع أقيم تحت شجرة كبيرة في وسط المدينة التي تتشكل منازلها من أكواخ متواضعة للغاية. وفي الخرطوم، أكد مدير شرطة ولاية الخرطوم الفريق محمد الحافظ حسن عطية أمس أن عملية الاقتراع بجميع المراكز البالغة 75 مركزا سارت بصورة طبيعية، وأن الناخبين مارسوا حقهم الدستوري بسلام تام، مبينا هدوء الأحوال الأمنية بكافة محليات الولاية السبع.