الموظف أتى للوظيفة من أجل أداء عمله الوظيفي ليحصل على عائد يكفيه حاجته، ولو وجد من يكتشف قدراته لكان إيجابيا منتجا محبا لعمله مخلصا له، ومع الأيام يبرز ويبدع، ويصبح من مفاخر من اكتشفه وعرف كيف يوظف طاقاته، ولكن للأسف حال كثير من موظفي الدولة لا يسر وإنما هم في غالبهم كالدمى يحركون، ويتحركون بأوامر محددة كالآلة التي تدار من خلال الريموت، وتعمل وفق ما يراد منها حسب مطلوب ذاك الآمر الناهي، وهنا تقتل الروح المعنوية، وتبدأ حيوية الموظف بالذبول فيبدأ ينصرف تفكيره إلى خارج العمل، وربما يحاول ممارسة أشياء تقتل الملل في غير وقت عمله لتعويضه عما فقده في العمل ليجد نفسه في مكان آخر فيعود ذلك سلباً على عمله وإنتاجيته، ويزداد تكدس الموظفين في الدائرة دون مردود إيجابي، وما ذاك إلا لعدم تشجيع المهارات، وربما قتلها في مهدها. مما تقدم نعرف أن الفشل والنجاح في يد صاحب السلطة، الذي يتولى أمر هذه الدائرة وتلك، فمن عوامل نجاح القيادات معرفتهم كيف يستثمرون طاقات من تحت أيديهم وتوظيفهم حسب قدراتهم؟ فكل شخص له مميزات تبقى كامنة حتى يأتي من يستطيع توظيفها، ويعطيها الضوء الأخضر لتضيء شعلة النشاط في خدمة الوطن، والمواطن دون شعور بالملل، ومن العجيب أن تكون دائرة (ما) شعلة نشاط تسير في نظام، وترتيب فيتغير رأس الهرم فيها ثم تعود أدراجها، وتعود إلى الصفر لتصادر جهود بنائها في سنوات، وكأنها مازالت في طور البناء لتظل تدور حول نفسها، ويبقى الموظف في دوامة لا يدري ماذا يعمل؟ وكيف يعمل؟ لنكتشف فعلاً أننا مازلنا من رواد العالم الثالث.