وسط تصريحات تل أبيب المتتالية بعد إسقاط الطائرة الإسرائيلية بصاروخ «سام» الروسي في سورية قبل أيام، ومطالبتها بسحب قوات «حزب الله» والمقاتلين الشيعة المدعومين من إيران فورا من جنوب سورية، قالت مصادر عسكرية في المعارضة السورية ل«الوطن»، إن التصعيد الإسرائيلي لعمليات القصف واستهداف مواقع النظام السوري وحزب الله، على الحدود الواقعة في منطقة الجولان، لن يتوقف طالما بقيت الميليشيات الموالية لإيران في هذه المنطقة. وأضافت المصادر، أن حزب الله والميليشيات الإيرانية المساندة له سيطرت لاحقا على عدة قرى على الحدود مع فلسطينالمحتلة، وأن الحزب نتيجة سيطرته هذه أصبح متواجدا في منطقة إستراتيجية تمكنه من تهديد إسرائيل، إذ إنها لا تبعد عن خط وقف إطلاق النار سوى مسافة 10 كيلومترات، مشيرة إلى «أن الحزب يتخذ من تل الشحم مركزا لإدارة عملياته هناك». وكان حزب الله قد وسع من رقعة تواجده في مثلث الموت مع بداية عام 2015، وهي منطقة التقاء أرياف محافظاتدمشق، ودرعا، والقنيطرة، وسميت بهذا الاسم نسبة إلى ارتفاع عدد قتلى الميليشيات التي تقاتل مع النظام آنذاك، والذي فاق ال500 قتيل. مخابئ القيادات ذكرت المصادر أن عناصر من «حزب الله» السوري أيضا، يتنقلون مع «حزب الله» اللبناني ويشكلون له حاضنة في مناطق سيطرة النظام، ومخبأ لعدم كشف تنقلات قياداته، مشيرة إلى أن الحزب يعمل على إقامة جيب عسكري له في المنطقة، وهو ما يقلق إسرائيل ويجعلها تعتبر الأمر خطا أحمر، باعتباره تهديدا لأمنها، ولذلك فإن تواجد «حزب الله» في المنطقة يعتبر ذريعة للقصف على مواقع النظام و«حزب الله»، وتوجيه ضربات عسكرية استباقية لن تتوقف على ما يبدو إلى أن تتخذ موسكو موقفا يمنع إيران و«حزب الله» من تهديد شمال إسرائيل بحكم التنسيق الذي يجري بين الروس وإسرائيل، وبالتالي وضع حد لنفوذ إيران في المنطقة. مثلث الموت قال الناشط السياسي في جنوب سورية ماهر الحمدان ل«الوطن» إنه «بالنسبة لإسرائيل فهي وضعت ثمة خطوط حمراء في سياستها مما يجري في سورية، مبينا أن هذه الخطوط تتضمن عدم تواجد إيران أو ميليشياتها، سواء كانت الإيرانية والأفغانية أو «حزب الله» اللبناني، في نطاق 40 كلم من الشريط الحدودي الإسرائيلي السوري، أما الخط الفعلي فهو الذي يدخل ضمن نطاق العمليات والاستهداف بشكل مباشر على مسافة 15 كلم، والذي جاء نتيجة اتفاق رعته روسيا من أجل إرضاء إسرائيل». وأوضح الحمدان، «أن حزب الله يعتبر مناطقه الرئيسية هي مناطق مثلث المحافظات الثلاث السورية، وهي: درعا القنيطرة ريف دمشق، وما يعرف بمثلث الموت، وهي نقاطه الحالية الرئيسية خارج منطقة الاتفاق غير المرضي لإسرائيل وهي ال 15 كلم، أي الابتعاد عن الشريط الحدودي مع إسرائيل». مصالح إيران الخاصة يرى المحلل السياسي سامي نادر، أن جميع اللاعبين في سورية ثبتوا مواقعهم من خلال مناطق نفوذ، باستثناء إيران التي تحاول تحقيق أكبر قدر من المكاسب في الوسط السوري وصولا حتى الجنوب، مشيرا إلى أن إيران تلعب بالورقة الأمنية في سورية، من خلال تثبيت وجودها على حدود إسرائيل، للضغط في المفاوضات الاقتصادية والنووية، لافتا إلى أن ذلك يشير إلى أن إيران تراهن على أمن سورية لأجل تحقيق مصالحها الخاصة.