قال تقرير بحثي، صدر حديثا عن مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، إن أبا محمد الجولاني زعيم «جبهة النصرة» بسورية سابقا و«هيئة تحرير الشام» حاليا، يعمل الآن على تكوين واقع على الأرض وبناء تحالفات جديدة تضمن له ولتنظيمه دورا في المرحلة المقبلة، مبينا أن الجولاني وعلى غرار تجربة حزب الله يتجه إلى تشكيل ميليشيات قوية على الأرض في إدلب على أن يكون لها حزب سياسي في المستقبل. وكان الجولاني قد فك ارتباطه بتنظيم القاعدة عام 2016، من خلال تغيير مسمى الجبهة إلى «هيئة تحرير الشام» وإبقاء العلاقة التنظيمية سرية، وذلك بهدف اندماج الجولاني بالفصائل المحلية السورية، وفرض نفسه سلطة أمر واقع في إدلب. وحسب التقرير الذي أعده الأمين العام لمركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، الدكتور سعود السرحان، تحت عنوان «جبهة النصرة تأكل أمَّها.. اعتقال هيئة تحرير الشام لبعض قيادات تنظيم القاعدة: الأسباب والنتائج»، فإن الجولاني يعمل على تحقيق مشروعه الشخصي الذي يختلف عن مشروع تنظيم القاعدة. وقال التقرير، إن الجولاني شن حملة على تيار المنشقين واعتقالهم والتخلص من معظم الأردنيين الموالين للقاعدة، ليدخل جزء من المصريين المقاتلين ضمن هيئة تحرير الشام بالتوسط للصلح بين الهيئة والقاعدة، وتم إطلاق سراح بعض القادة المعتقلين. وأوضح التقرير أن جبهة النصرة في سورية مرت بتحولات متعددة منذ إعلان تشكيلها عام 2012 وحتى إعلان هيئة تحرير الشام في 2017، مرورا بجبهة فتح الشام عام 2016، شملت هذه التحولات بنية التنظيم وخطابه وانتشاره وحتى اسمه، دون تغيير داخل التنظيم أو خارجه.