أثارت عملية اختطاف واغتيال الشابين الفرنسيين أنطوان دي ليوكور، وصديقه فانسان ديلوري، في النيجر استنكارا كبيرا في فرنسا، وجدلا حول الظروف التي أدت إلى تصفيتهما. كما دعت وزارة الخارجية الفرنسية رعاياها في منطقة الساحل إلى مضاعفة الحيطة والحذر وعدم التوجه إلى النيجر ومالي وموريتانيا إلا للضرورة القصوى وبعد الاستقصاء عن الأوضاع الأمنية، لأن "أي مكان في المنطقة لم يعد بمأمن من الهجمات الإرهابية". وأعلن رئيس الوزراء الفرنسي، فرانسوا فيون، عن اجتماع طارئ صباح اليوم مع رؤساء مجلسي النواب والشيوخ وممثلي المجموعات البرلمانية ولجان الدفاع الوطني لبحث الموضوع وإبلاغهم بالإجراءات المتخذة لحماية الرعايا الفرنسيين في المنطقة. واعتبر رؤساء الأحزاب الرئيسية، أن التدخل العسكري الفرنسي والنيجري لتحرير الرهائن "عملية شرعية "ودعوا إلى الاقتصاص من الفاعلين. ولكنهم أصروا على معرفة تفاصيل العملية العسكرية المشتركة وتساءلوا عما إذا كان من الممكن توفير حياة الرهائن. وكان الرهينتان أنطوان دي ليوكور (25 عاما) المقيم في مدينة "توركوان" شمال فرنسا عمل في نيامي في منظمة "إيد ميديكال إنترناشيونال" غير الحكومية حين تعرف على خطيبته النيجرية رقية حسن كوبا. وكانا يستعدان للزواج السبت المقبل، وإقامة حفل زواج دعا له صديقي الطفولة فانسان ديلوري، وصديقا آخر وصل إلى النيجر بعد ساعات فقط من عملية الاختطاف، ما أنقذه من موت محتم. وبانتظار الصديق الثالث، توجه الشابان أنطوان وفانسان إلى مقهى "لو تولوزان" الذي يرتاده الكثير من الفرنسيين في العاصمة النيجرية. وبعد وقت قصير من وصولهما، فتح باب المقهى أربعة ملثمين مدججين بالسلاح، ويتحدثون باللغة العربية، وأخذوا "أول رجلين أبيضي البشرة، وقع عليهما نظرهم" حسب أقوال الشهود، فيما وجهوا فوهات رشاشاتهم على المتواجدين في المقهى لمنع أي كان من الخروج أو الدخول. ونجح الخاطفون بوضع الشابين في سيارة والاتجاه بهما إلى الحدود المالية إلا أن أحد الزبائن تمكن من اللحاق بالسيارة في سيارة أخرى واستطاع تدوين رقمها وإبلاغه للشرطة. مما سهّل تدخل القوات النيجرية والقوات الخاصة الفرنسية سريعا وقطع الطريق على الخاطفين قبل وصولهم إلى الحدود المالية. ويبدو أن تبادلا لإطلاق النار حدث بين االطرفين تبعه العثور على جثة الشابين في عملية لم تعرف ملابساتها بدقة.