فيما توقع أطباء سعوديون أن يرتفع عدد الإصابات بمرض التصلب العصبي المتعدد أو «التصلب اللوحي» في المملكة إلى أكثر من 8 آلاف حالة في ظل وجود 5000 مريض ومريضة حاليا، أكد استشاري المخ والأعصاب في مستشفى قوى الأمن بالرياض الدكتور نايف العنزي ل«الوطن» أن المرض مناعي، والسبب الحقيقي له غير معروف، وأن انتشار المرض في المملكة غير معروف السبب أيضا، ولا توجد أسباب مؤكدة لهذه الزيادة. 5 عوامل قال العنزي: هناك 5 عوامل يمكن أن تسهم في ظهور حالات جديدة، منها دقة التشخيص، وتوفر الأطباء المختصين، وتوفر الأجهزة الطبية الحديثة، وكذلك تزايد عدد المواطنين خصوصا الشباب، فقد زاد عدد سكان المملكة لأكثر من ضعفين خلال العشرين سنة الماضية، بالإضافة إلى أن المرض يصيب النساء أكثر من الرجال. واعتبر استشاري المخ والأعصاب أن أهم محفزات المرض أن يكون لدى المريض قابلية جينية للإصابة، كما أن العوامل البيئية لها دور كبير في حدوث الإصابة. وعلى الرغم من إجراء العديد من الأبحاث حول هذا مرض التصلب المتعدد على مدى العقود الماضية، إلا أن سبب الإصابة به غير معروف حتى الآن. نظريات حول المرض تقول استشارية أمراض المخ والأعصاب الدكتورة حصة العتيبي ل«الوطن» إن هناك عدة نظريات لأسباب المرض تنحصر في أن يكون الإنسان لديه استعداد في جيناته للإصابة، وكذلك أسباب تتعلق بالبيئة مثل حدوث عدوى فيروسية في عمر الطفولة والمراهقة، ومثل العيش في مناطق جغرافية معينة. وأضافت: هذه الأسباب مجتمعة تؤدي إلى تغيير في مسار الجهاز المناعي، فتتكون لديه أجسام مضادة تهاجم جسم الإنسان نفسه بالذات غشاء المايلين أو النخاعين أو المسماة بالمادة البيضاء في الجهاز العصبي. مرض لا يمكن التنبؤ به أوضحت العتيبي أن أعراض التصلب اللويحي تعتمد على المنطقة المصابة بالالتهاب في الدماغ أو الحبل الشوكي، كما تعتمد على شدة الإصابة، مبينة أن أكثر الأعراض شيوعا هو التنمل وخدر الأطراف، وكذلك التهاب العصب البصري وما يحدث من صعوبة في الرؤية، وعدم التوازن في المشي، وضعف في حركة أحد الأطراف، وأيضا الشعور بالإرهاق دون بذل أي مجهود. وقالت: «عادة ما تكون هذه الأعراض مؤقتة، وتتحسن إما كليا أو جزئيا، ومن ثم قد تعاود الحدوث في وقت لاحق، وهذا ما يسمى بالانتكاسة أو الهجمة، وفي بعض الحالات القليلة قد تستمر الأعراض وتتطور بشكل سريع، لذا فإن المرض لا يتبع نمطا معينا، ولا نستطيع التنبؤ به».
غياب إحصائية دقيقة تقول استشارية أمراض المخ والأعصاب إنه لا توجد حتى الآن إحصائية دقيقة، لكن لوحظ زيادة في انتشار المرض، وتقدر نسبة حدوثه في السعودية بمعدل يتراوح بين 30 و40 حالة لكل 100 ألف نسمة. واتفقت الدكتورة العتيبي مع الدكتور العنزي في أن أسباب زيادة الحالات يمكن أن تعود إلى دقة تشخيص الحالات، لأنها لم تكن معروفة في السابق، وذلك لتوفر الأجهزة الحديثة التي أصبح معها التشخيص أسهل، بالإضافة إلى تطور الدراسات الخاصة بتشخيص المرض، بحيث تمكن الأطباء من التشخيص المبكر للمرض، أما السبب الآخر فهو تغير الظروف البيئية.