توصلت الدراسات الحديثة إلى أن الهرمون الذكوري «التستوستيرون» يلعب دورا كبيرا في إنقاص أعمار الرجال، وعلى النقيض تماما فإن الهرمون الأنثوي «الأستروجين» يزيد من فرصة بقاء النساء أحياء أكبر فترة ممكنة. وقال تقرير نشرته مجلة «تايم» الأميركية، إن الرجل الأميركي العادي يعيش حتى عمر 76 عاما، وفقا لأحدث إحصائيات مراكز مكافحة الأمراض واتقائها، بينما المرأة العادية في أميركا تعيش إلى عمر 81 عاما. سنوات صحية سنوات المرأة الإضافية عادة ما تكون «صحية»، فمؤشر متوسط العمر المتوقع لصحة الإنسان التابع لمنظمة الصحة العالمية، الذي يحسب عدد السنوات التي من المتوقع للرجال أو النساء أن يعيشوها بدون مرض أو إصابة، اكتشف أن الرجال الأميركيين يستطيعون العيش ل67 سنة صحية، بينما النساء سيتمتعن ب70 سنة من «الصحة الكاملة».
نظريات الفجوة العمرية «الفجوة في أعمال الذكور والإناث ليست بالظاهرة الجديدة، فقد عرف الخبراء عن ذلك منذ عقود، كما أن هذا الأمر ليس خاصا بالأميركيين. «الفجوة بين الجنسين في العمر الافتراضي أمر صحيح وموجود في جميع المجتمعات»، كما يقول الدكتور بيرمايندر ساشديف، وهو بروفيسور في طب النفس والأعصاب بجامعة «نيو ساوث ويلز» في أستراليا، والذي درس طول العمر البشري. وأضاف ساشديف أن هنالك بعض النظريات المعروفة، بعضها متعلقة بعلم الأحياء، وبعضها متعلقة بالسلوك لتفسير هذا الأمر. تصاعد هرمون التستوستيرون تابع: «الرجال أكثر ترجيحا على التدخين والإصابة بالسمنة المفرطة، كما أنهم الأكثر ترجيحا على البحث عن المساعدة الطبية بشكل مبكر، وإذا تم تشخيصهم بمرض، فإنهم الأكثر ترجيحا على أن يكونوا غير ملتزمين بالعلاج»، علاوة على ذلك كله، فإن الرجال الأكثر ترجيحا على القيام بأشياء خطيرة تهدد الحياة والموت في حوادث السيارات أو المشاجرات. وهذا دليل يثبت أن بيولوجيا الرجل، أي مستوياته المتصاعدة من هرمون التستوستيرون الجنسي الذكوري، قد يؤدي إلى هذا النوع من المشكلة التي تقصر من عمره. واكتشفت دراسة من جامعة «ديوك» أن مستويات هرمون التستوستيرون المرتفعة مرتبطة بالسلوكيات الخطيرة. يقول الخبراء إن التستوستيرون قد يقصر من عمر الرجل بطرق أخرى. وذكر البروفيسور في العلوم الحيوية كيونج كين مين من كوريا الجنوبية إن: «الهرمونات الجنسية الذكرية تقلل من الوظيفة المناعية، وتزيد من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية». في دراسة أجريت 2012 ونشرتها مجلة Current Biology، قام مين وزملاؤه بدراسة السجلات الصحية التاريخية ل81 رجلا كوريا خضعوا لعملية الإخصاء وهم أطفال، وبالتالي توقف لديهم إنتاج الكثير من هرمون التستوستيرون. واكتشفوا أن هؤلاء الرجال عاشوا لفترة أطول ب14 إلى 19 سنة مقارنة بالرجال الذين لم يخضعوا لهذه العملية، وتشاركوا معهم في نفس الحالة الاجتماعية الاقتصادية.
روابط غير واضحة في حين أن هذه الروابط بين التستوستيرون والوظيفة المناعية روابط غير واضحة، إلا أن دراسة مين تشير إلى دراسة المعمل التي أثبتت أن التستوستيرون قد يمنع إطلاق بعض الخلايا المناعية المحاربة للأمراض. من الجانب الآخر، هنالك كذلك كمية جيدة من الدراسات التي تربط المستويات المنخفضة من التستوستيرون بأمراض القلب ومخرجات الصحة الضعيفة لدى الرجال، لذلك العلاقات بين التستوستيرون وصحة الرجل علاقات معقدة. هرمون أنثوي قوي ربما قد تكون هرمونات الرجل ليست المُلامة، وبدلا من ذلك، قد تكون هرمونات النساء هي التي تعطيهن فوائد إضافية تطيل في أعمارهم. وقال ساشديف: «يبدو أن الأستروجين وقائي، حيث تم إثبات أن له دورا مضادا للأكسدة». وكشفت مراجعة 2013 في مجلة International Journal of Endocrinology، دليلا يثبت أن الأستروجين يستطيع أن يمنع نوعا من الضرر في الحمض النووي، الذي يؤدي إلى المرض. وأوضحت تلك المراجعة كذلك دليلا يثبت أن الأستروجين يستطيع أن يساعد على الحفاظ على وظيفة الخلايا الصحية الطبيعية. هذه الأنواع من الاكتشافات تساعد على تفسير فجوة العمر بين الذكور والإناث، كالمقولة المعروفة «الشيء الذي لا يقتلنا يزيدنا قوة وبالنسبة للنساء، تلك القوة قد تُترجم إلى حياة أطول وصحية أكثر».
أدوار هرمون التستوستيرون عند الذكور المستويات المرتفعة منه مرتبطة بالسلوكيات الخطيرة
قد يمنع إطلاق بعض الخلايا المناعية المحاربة للأمراض المستويات المنخفضة تزيد فرصة الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية أدوار هرمون الأستروجين عند الإناث
لديه أدوار وقائية للصحة العامة ثبت أن لديه دورا كبيرا مضادا للأكسدة يمنع حدوث الضرر في الحمض النووي الذي يؤدي إلى المرض يساعد على الحفاظ على وظيفة الخلايا الصحية الطبيعية