سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
خصوبة الرجل تستمر من البلوغ إلى ما بعد المئة سنة والنساء لا تتعدى 12ساعة كل شهر!! الدكتور "فادرمان" يكشف الاختلاف الهرموني والجيني بين الرجال والنساء.. ويؤكد:
من المعروف طبياً أن هنالك اختلافا شديدا بين الرجال والنساء بالنسبة إلى الوبيئات والأعراض السريرية وتقدم الأمراض ومعالجتها لأسباب لا تزال معظمها مجهولة من الناحية الجزيئية او الخلوية وقد تعود إلى التفاوت الجيني والهرموني بينهما. وفي مراجعة شاملة حول تلك المميزات بين الجنسين قام بها الدكتور "فادرمان" في جامعة هارفرد في مدينة بوسطن الأمريكية ونشرت حديثاً في مجلة "نيو انغلند" الطبية الأمريكية حاول خلالها كشف الاختلاف الهرموني والجيني بينهما. فإلى قرائنا الأعزاء مقتطفات من تلك الدراسة مع مناقشة أبرز ما ورد فيها ومراجعة الاختبارات والاطروحات الطبية العالمية حول هذا الموضوع الهام. الخصوبة ثمة اختلاف شديد بين الرجال والنساء بالنسبة إلى الخصوبة حيث ان الرجال يتمتعون بقدرة الاخصاب التي تستمر من سن البلوغ إلى التسعين وحتى إلى بعد المئة سنة من العمر رغم تدنيها الجزئي مع التقدم في السن وذلك بسبب المحافظة على القدرة الانطافية عندهم بينما الخصوبة عند النساء لا تتعدى 12ساعة كل شهر بعد الإباضة مع الموت التدريجي المبرمج للجريبات في المبيضين مع انخفاض عددها من حوالي 3إلى 4ملايين عند الجنين إلى حوالي مليون بعد الولادة وحوالي 400.000إلى 500.000عند بدء الاحاضة وتختفي تماماً بعد سن الستين عند بلوغ سن اليأس لاسيما أن لتلك الجريبات أهمية قصوى في الدورة الشهرية من حيث افرازها البويضة والهرمون الانثوي. فتحت تأثير الهرمون المنبه للجريب FSH المفروز من الوطاء الدماغي شهرياً تختمر في المبيض حوالي 10إلى 12جريبات وتقوم احداها الأكثر اختماراً بفرز الهرمون الانثوي خلال كل دورة حيضية بينما يزداد افراز الهرمونات الوطائية المنبهة للجريب FSH والملوتنة LH في منتصف الدورة الشهرية التي تساعد في حدوث الإباضة. وفي غضون اسبوعين بعد الاباضة يستمر افراز الهرمون الاستروجين وهرمون البروجستيرون الانثوي من الجسم الأصفر Corpus luteum الذي حل محل الجريب والذي يستمر افرازه حوالي اسبوعين إلا في حال حصول الحمل حيث يواصل فر إفراز تلك الهرمونات وإلا فإنه يخل ويفنى ويحصل الحيض. ومن مضاعفات الحمل عند النساء احتمال اصابتهن ببعض أمراض المناعة الذاتية كفرط نشاط الغدة الدرقية والذأب الحمامي وتصلب الجلد والتصلب المتعدد نتيجة تسرب خلايا الجنين وبقائها في جهازهن الدموي بعد الولادة واعتبار جسدهن لتلك الخلايا كأجسام غريبة يرفضها. الهرمونات الانثوية اما بالنسبة إلى الاختلاف الهرموني بين الجنسين الذي يحدد مزاياهم الجنسية الخارجية والداخلية فإنه يقوم على نسبة الهرمون الذكري والانثوي في الدم. والجدير بالذكر ان كافة الهرمونات الانثوية تنشأ أصلاً من الهرمونات الذكرية التي تنتج في الخصية والمبيض وتتحول بعضها إلى هرمونات انثوية كال"استبرادايول" والاسترون " بواسطة انزيم خاص يدعى أروماتيز. فالخصية مثلاً تنتج حوالي 7000انوغرام من هرمون الذكوري " التستوستيرون" يومياً وتحول حوالي 1% منه إلى هرمون انثوي الاسترادايول. فمعنى ذلك ان الرجال ينتجون التستوستيرون بمعدل 20ضعفاً أكثر من النساء بينما تحويل هذا الهرمون إلى هرمون انثوي فإن نسبته تزيد عندهن حوالي 200ضعف مقارنة بالرجال. وبينما تنتقل معظم تلك الهرمونات في الدم مقيدة بالفلوبلين الموثق للهرمونات الجنسية SHBG فإن الهرمونات الذكرية تنقص معدله بينما الهرمونات الانثوية فإنها ترفعه مما يؤثر إيجاباً على نسبة الهرمون الذكري الحر الأكثر فعالية ونشاطاً عند الرجال. وكما ذكرنا سابقاً فإن تحويل التستوستيرون إلى الهرمون الانثوي استرادايول يعتمد على انزيم خاص يدعى أروماتيز الموجود في بعض الأعضاء كالدماغ والبروستاتا والثدي والعظام والكبد والانسجة الدهنية فهنالك بعض الحالات التي تزيد نشاط هذا الانزيم مما يؤدي إلى ارتفاع معدل الهرمونات الانثوية وابرزها السمنة وتناذر كاينفيليتر وفرط نشاط الغدة الدرقية وأمراض الكبد والانتباز البطاني الرحمي وليفوم الرحم وأورام سرتولي الحميدة في الخصية وغيرها من الأورام التناسلية وتقدم السن مما قد يسبب التثدي وبعض التغييرات في الأعضاء التناسلية والعجز الجنسي والعقم. ومن مزايا الهرمونات الجنسية الهامة انها تحدد المميزات الجنسية الخارجية والداخلية عند الرجال والنساء في محلة سن البلوغ حيث ان التستوستيرون أي هرمون الذكورة ساهم في نمو العضلات وتغيير الصوت وظهور الشعر على الوجه والجسم ونمو البروستاتا والعضو التناسلي وتنشيط الانطاف والرغبة والقدرة الجنسية. بينما يساعد الهرمون الانثوي عند الذكور على إنامية العظام وزيادة كثافتها ونمو الجسم وتحديده. واما الهرمون الانثوي عند البنات فغنه مسؤول عن نمو الثدي والحيض ونمو الجسم وتحديد انتهاء هذا النمو، ناهيك انه بدون أي تأثير على الرغبة والاثارة الجنسية والمجامعة الناجمة. وعلاوة على ذلك هنالك اختلاف هام في الاستقلاب الهرموني داخل الخلايا في العديد من الاعضاء كالدماغ مثلاً حيث ان زيادة نسبة الهرمون الذكري او الانثوي داخلها قد يحدد السلوك الجنسي لاسيما ان التستوستيرون قد يتحول داخل الخلايا بناء على تواجد انزيم اروماتيز الذي يحوله إلى الهرمون الانثوي او انزيم ريدكتاز ألفا فئة 5الذي يحوله إلى هرمون ذكري أكثر لعالية الديهيدروتستوستيرون مما قد يؤثر بشدة على نمو ونشاط تلك الخلايا لاسيما أن الهرمون الذكري يؤثر على العضلات والحنجرة واللحية والشعر في الجسم والعظام والغضاريف وجهاز المناعة والجهاز العصبي والقلب والكريات الحمراء بينما للهرمون الانثوي تأثير خاص على الثدي والرحم والانسجة الدهنية والقلب وبطانة الأوعية الدموية والعظام والغضاريف وجهاز المناعة والجهاز العصبي. إن تلك التأثيرات الايجابية او السلبية تفسر حماية القلب والاوعية من الأمراض عند النساء مثلاً واصابتهن بتخلخل العظام بعد سن اليأس عندما يتدنى مستوى الهرمون الانثوي في الدم. والتغيرات الجسدية التي تحصل عند المسنين من الرجال مع انخفاض معدل الهرمون الذكري والتي تشمل نقص الرغبة الجنسية وضمور العضلات والسمنة وتخلخل العظام والاصابة بداء السكري وارتفاع الضغط الدموي والتشوش الذهني وارتفاع معدل الشحيمات في الدم وارتفاع معدل اصابتهم بالامراض القلبية والوعائية. اختلافات جينية وهنالك أيضاً عدة اختلافات جينية بين الجنسين لاسيما ان الرجال الذين يحملون كروموزومات XY مقارنة مع النساء اللواتي يملك كروموزومات XX لا يملكون إلا حوالي 80جيناً على كروموزوم Y مقابل 1090جيناً التي توجد في كروموزوم X عند النساء فضلا عن ان كروموزوم Y يقسم إلى فئتين احدهما مسؤول عن المحافظة على بنية الخلايا وهويتها الوظيفة الفيزيولوجية بينما الفئة الثانية فهي مسؤولة عن وظيفة الخصية والانطاف والهوية الجنسية مع تكوين خصية بدلاً عن المبيض عند الجنين. فأي خلل في بعض أقسام هذا الكروموزوزم قد يؤدي إلى العقم وأحياناً إلى غياب الحيوانات المنوية التام في السائل المنوي.