أعلن الموسيقي العراقي وعازف العود نصير شمة عن تفكيره باعتزال الحياة الموسيقية مبكراً، لكنه استدرك أن ذلك لا يعني اعتزاله التأليف الموسيقي. وأضاف شمة أن ضاحية "سيدي بوسعيد"، الواقعة شرق العاصمة التونسية، هي أهم مكان يفكر في أن يستقر فيه بعد الاعتزال، موضحاً أن هذه الضاحية هي إحدى الأماكن التي تركت آثارها في أعماله الموسيقية، إضافة إلى أنها من الأماكن التي شعر فيها بالسلام والراحة النفسية المتوازنة لفترة طويلة. وأوضح شمة "الاعتزال سيكون، فقط، على مستوى الظهور على المسرح، وربما ذلك سيكون ذلك قريباً.. لكن لي رغبة كبيرة أن أختم حياتي في مكان هادئ في سيدي بو سعيد، لأن لي رغبتي في الاعتزال وأنا على أحسن حال، وهو ما قد يكون مفاجئاً للناس". أما عن سبب الاعتزال، فقال: "قمت بدوري في تبليغ رسالة هامة لجيل من الشباب، ابتداء من أعمار ثماني وعشر سنوات، وهؤلاء قادرون على الوصول إلى أبعاد أخرى؛ كنا جسراً مهماً بين الأجيال، وعليهم اليوم أن يكملوا الطريق.. أما أنا فقد أتفرغ للتأليف في جوانب أخرى لم تشاهدها عامة الناس من قبل، وكانت مسلطة على العازف فقط". نذكر أن نصير شمة يعتبر اليوم من أهم عازفي العود في العالم العربي، وقد أسس مدرسة "بيت العود" في القاهرة، وهي مدرسة تهتم بتعزيز تقنيات العزف والتأليف الموسيقي على الآلة الشرقية الأهم والأكثر شعبية. أما عن ارتباطه وشغفه بآلة العود، فيقول شمة: "وُلدت لألازم العود، ومنذ كان عمري 5 سنوات وأنا أسير مع العود، فأنا أعيش حالة الوله في علاقتي بالعود.. وإذا أردت وصف هذه العلاقة لا أجد وصفاً، لأنها علاقة تجاوزت جميع العلاقات المعروفة، كونها علاقة خلاص من كل شيء على وجه البسيطة، والخلاص من القهر بالنسبة لي يكون بحب العود".