اعتبر وزير المالية الباكستاني، أسد عمر، انضمام المملكة العربية السعودية إلى مشروع الممر الاقتصادي «سيبك» كطرف ثالث باستثمارات ضخمة للغاية تقدر ب10 مليارات دولار، يحقق المصلحة الإستراتيجية والاستثمارية للمشروع، ويمنحه رؤية على المستويين الإقليمي والدولي، ويخرجه من إطاره الثنائي إلى إطاره الإقليمي والعالمي. جاء ذلك خلال اللقاء مع الوفد الإعلامي السعودي الذي تشرف بزيارة باكستان تمهيدا للزيارة المرتقبة لولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان إلى باكستان، في أولى محطات جولته الشرق آسيوية. وقال الوزير الباكستاني في سياق رده على سؤال «الوطن» عن الاتفاقيات التي ستوقع خلال زيارة ولي العهد لباكستان، إنه «سيتم توقيع عدد من الاتفاقيات بالإضافة إلى اتفاقيات أخرى جاري تفعيلها، مضيفا أن «باكستان لديها موارد طبيعية قوية جداً ولكننا بحاجة إلى رأسمال، وهو متوفر لدى المملكة العربية السعودية، وهناك رؤوس أموال سعودية يمكن استثمارها في هذه الموارد لكي يكون هناك نوع من التلاقح في المجال الاقتصادي، والتوقيع على مثل هذه الاتفاقيات سيعمل على إحياء وإنعاش الاقتصاد الباكستاني».
مصفاة كوادر وردا على سؤال آخر ل»الوطن» حول مدى تأثير الاستثمارات السعودية الكبيرة على الشعب الباكستاني، أكد الوزير أسد عمر، أن إنشاء مصفاة في كوادر، سيمنح فرصة استثمار غير عادية لكي تأخذ باكستان من هذه المصادر النفطية كمواد خام ومنتجات البترول وبالتالي سيوفر لها أولاً رصيدا كبيرا من العملة الصعبة يساعد في مواجهة التضخم وفي نفس الوقت سيعمل على الحيلولة دون تعويم الروبية، وبالتالي يرفع من مستوى العملة الاقتصادية وكل ذلك سوف ينعكس على الشارع الباكستاني. وقال وزير المالية الباكساني، إن «الاستثمارات السعودية تعود بالفائدة على البلدين وسوف تكون هناك عوائد اقتصادية ليس فقط للجانب الباكستاني وإنما أيضاً للجانب السعودي الذي ستحقق شركاته مثل أرامكو ومعادن أرباحا مجزية.
رؤية 2030 ولفت الوزير أسد عمر إلى أن هناك عوامل عديدة تزيد من التعاون بين المملكة وباكستان، مضيفا أن هنالك جيلا جديدا في البلدين معظمه من الشباب، كذلك توجد إرادة سياسية من قيادتي البلدين تدعمها رغبة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لتعزيز التعاون، ومن ثم سوف تلتقي رؤية 2030 وباكستان الجديدة سوياً في أقرب وقت خلال الزيارة وسوف تلقي بانعكاساتها الإيجابية على البلدين. وعد الوزير عزم السعودية وباكستان تأسيس مجلس تنسيقي بين البلدين خطوة بالغة الأهمية من شأنها تغيير قواعد اللعبة، لأنه سيساهم في مأسسة العلاقات على مدى العقود الطويلة، وتحديد آليات لتنفيذ ما سيتم الاتفاق عليه خلال الاجتماعات القادمة بإذن الله. وفي نفس الوقت، سيضع مسار خارطة الطريق في طبيعة العلاقات في جميع القطاعات، السياسية والاقتصادية والاستثمارية والإعلامية.