بحسب موقع «ديلي ميديكال إنفو»، فإن الشخص الذي يعاني رهاب السعادة ليس بالضرورة أن يكون حزينا، لكنه يتجنب الأنشطة التي يمكن أن تؤدي إلى الفرح. ومن أمثلة ذلك، تجنب حضور أنشطة مبهجة، مثل الحفلات أو الأفراح، ورفض الفرص التي يمكن أن تؤدي إلى تغييرات إيجابية في الحياة، بسبب الخوف من أن أمرا سيئا سيحدث بعد ذلك. ويطلق العلماء على هذه الحالة مصطلح (شيروفوبيا) cherophobia، أي رهاب السعادة. واشتكت أُمٌّ من سلوك متكرر لدى ابنتها، والتي تصفه بالخوف من السعادة بقولها «لم تكن تلك المرة الأولى التي تُغيب فيها ابنتي سعادتنا، فهي تعاني الخوف من السعادة، لا سيما بعد تجربتها السابقة، والتي تحرمها من لحظات الفرح». وبدورها «الوطن» كان لها لقاء مع استشاري الطب النفسي بمستشفى الولادة والأطفال بالأحساء، الدكتورة هدى الخوفي، إذ فسّرت تلك الحالة بقولها، إنه (شيروفوبيا) cherophobia. فالأشخاص المصابون بذلك يخافون بل يترددون حتى من المشاركة في اللحظات السعيدة، وتابعت قائلة: كثيرا ما نسمع عبارة «الله يكفينا شر هذه الضحكة»، وهذا القول المأثور يجعلنا نقف على هذا المرض. تعريفه قالت الدكتورة الخوفي عن المرض، إنه خوف غير منطقي من السعادة، يجعل المصاب بها يبتعد ويهرب من أي شيء يجعله يشعر بالسعادة، خاصة في الأنشطة أو الفعاليات الترفيهية المجتمعية والأسرية. أسبابه ذكرت الخوفي أن هناك أسبابا عدة، منها ما يمكن إرجاعه إلى الشعور بالحزن والخوف بعد السعادة، فكثير من الأشخاص يعتقدون أنه عندما يكونون سعداء فستحدث أشياء سيئة تفسدها، بل إن الأمر قد يتطور معهم إلى درجة أنهم يربطون الأمور الكارثية بالأشخاص الأكثر سعادة. أيضا بعضهم يجعل لحظات السعادة مرتبطة بالأمور الدنيوية الزائلة، ومنهم من يربطها بمواقف سابقة، وخوفهم من حدوث أمر سلبي يفسدها، وثمة آخرون يخشون حتى من أن يظهروا سعادتهم خشية الحسد. أهمية الارتياح أوضحت الخوفي، أن الشعور بالارتياح أمر مهم للشخص وللمحيطين حوله، بل إنها زادت على ذلك وقالت: لحظات السعادة تمنح الشخص الطاقة الإيجابية، وتجعل منه أكثر تفاؤلا، وتقلل القلق، وهذه من الأمور المتفق عليها في علم النفس الإيجابي. أعراضه بيّنت الدكتورة الخوفي، أن الأعراض تكون في انسحاب الشخص من أي اجتماعات عائلية، خاصة في حال كان يغلب عليها الفرح والسرور، ويكون الشخص قلقا متوترا خائفا من رد الفعل للحظات السعيدة، بحسب تصوره وخياله السلبي. ولخصت الأعراض بقولها: من أعراض الإصابة بمرض «شيروفوبيا»، الاكتئاب، الهرب من العلاقات الاجتماعية، العزلة، القلق، البكاء المفاجئ، التشاؤم. العلاج العلاج يمكن أن ينقسم إلى مرحلتين، هما: العلاج السلوكي: أوضحت الدكتورة الخوفي أن طريقة العلاج تكمن في المتابعة مع المختص النفسي، وذلك عبر جلسات مع المريض للتخلص من مخاوفه. لأن الخوف من السعادة لم تتم دراسته بشكل كبير، باعتباره اضطرابا منفصلا، فلا توجد أدوية يمكن للشخص تناولها لعلاج هذه الحالة، ومع ذلك، فإن بعض العلاجات المقترحة تشمل العلاج السلوكي المعرفي، وهو العلاج الذي يساعد على التعرف على الخلل في تفكيره، وتحديد السلوكيات التي يمكن أن يساعد تغييرها على تحسن حالته. وهناك أيضا تقنيات الاسترخاء، مثل: التنفس العميق واليوجا، أو ممارسة الرياضة، ومن أساليب العلاج كذلك التعرض للأحداث السعيدة، وتذكير «المريض» أنه ليس كل حدث سعيد يتبعه حدث سيئ. ومع ذلك، إذا كانت أعراض الخوف من السعادة ترتبط بصدمة حدثت في الماضي، فمن الضروري الحصول على العلاج النفسي الملائم، وهذا الأمر يحتاج إلى صبر ومتابعة، لأن العلاج يمكن أن يستغرق وقتا طويلا لتغيير طريقة التفكير، حتى يكون الشخص قادرا على قهر مخاوفه. العلاج الدوائي: للأعراض الناجمة عن الفوبيا، كالقلق والتوتر والإجهاد والاكتئاب.