قالت مصادر مطلعة إن التطورات الأخيرة في لبنان، بما فيها محاولة إسرائيل الاستفادة من قضية اكتشاف أنفاق حزب الله، التي أكدتها القوات الدولية «اليونيفيل» العاملة في جنوبلبنان، لتوسيع صلاحيات مهام القوة الدولية، أو اتخاذ تل أبيب تلك الأنفاق كمبرر لشن حرب ضد الحزب في الداخل اللبناني، مما يؤكد الحاجة إلى تشكيل الحكومة، والبدء بالحوار اللبناني الموعود لإقرار الاستراتيجية الدفاعية، التي من المفترض أن تجد حلا لمسألة سلاح حزب الله، بحيث لا يكون هناك أي سلاح آخر على الأراضي اللبنانية إلا سلاح الشرعية اللبنانية المتمثل بالجيش اللبناني. وأوضح رئيس المركز اللبناني للاستشارات والبحوث الدكتور حسان قطب ل»الوطن»، أن «التهديدات الإسرائيلية بشن حربِ على لبنان ليست جديدة، حيث إن إسرائيل تعلن دائما عن استعدادها للحرب مع لبنان على خلفية مواجهة قدرات حزب الله العسكرية المتنامية، مبينا أن الإعلان عن اكتشاف أنفاق تمر عبر الحدود من لبنان إلى الداخل الفلسطيني المحتل، قد تشكل مدخلا موضوعيا لتبرير إعلان الحرب لما يعنيه هذا من خرق حزب الله لمضمون القرار الدولي رقم 1701، الذي تم الاتفاق عليه عقب عدوان عام 2006، وهنا تتحمل الحكومة اللبنانية والقوات الدولية المنتشرة في الشريط الحدودي مسؤولية عدم قدرتها على ضمان عدم انتشار عناصر حزب الله، وممارستهم لأي عمل عسكري يهدد أمن إسرائيل، كما نص الاتفاق. انتهاكات حزب الله وإيران أشار الدكتور حسان قطب إلى أن «حزب الله» طالما أعلن أنه يملك قرار الحرب والسلم، إذ قال أمينه العام حسن نصرالله أكثر من مرة إن عناصره تقاتل حيث يجب أن تقاتل داخل لبنان أو خارجه، دون العودة للدولة اللبنانية ودون الالتزام بقراراتها، بما يعني أن على الدولة والشعب اللبناني برمته دفع كلفة الحرب الباهظة من أرواح المواطنين اللبنانيين، ومن تدميرٍ يطال البنية التحتية والأملاك العامة والخاصة. وأضاف أن الجميع يعرف أن الدولة اللبنانية عاجزة عن ضبط أداء وسلوك وممارسات حزب الله، الذي أصبح بممارساته يشكل دويلة ضمن الدولة، فهو يملك معابر حدودية خاصة به تسمح له بتجاوز الحدود نحو سورية أو غيرها دون العودة للدولة اللبنانية، كما أن اتهامات تطلق استنادا إلى معلومات استخباراتية تنشرها صحافة أجنبية تفيد بأن طائرات إيرانية تقوم بتفريغ أسلحة لصالح حزب الله في مطار بيروت، رغما عن سلطات الحكومة اللبنانية». تجاهل الدولة رأى قطب أن «الواقع الحكومي يجعل من لبنان عاجزا عن مواجهة أي عدوان إسرائيلي، سيما وأن حزب الله يتجاهل القرارات الحكومية ومنها اتفاق بعبدا، خلال عهد الرئيس السابق ميشال سليمان، الذي ينص على الالتزام بسياسة النأي بالنفس وعدم الانخراط في محاور إقليمية، وفي الصراعات العربية. كما تجاهل حزب الله قرار رئيس الوزراء السابق نجيب ميقاتي بعدم التدخل العسكري في سورية، ولكن قدرات حزب الله العسكرية والتزامه بسياسة إيران، كما أشار نصرالله أكثر من مرة جعلته يتجاوز وعوده والتزاماته الداخلية والانخراط، حيث تطلب منه القيادة الإيرانية وتجاهل مصالح لبنان العليا». القوات الدولية أكد قطب على أن «القوات الدولية في جنوبلبنان قادرة على لعب دور مؤثر وحاسم، في حال تم تعديل القرار 1701، وسمح لها بمواجهة تجاوزات حزب الله في القرى الخاضعة للقرار 1701، ومن الممكن أن تلعب هذا الدور في حال وقوع حرب جديدة، وتم تغيير موازين القوى وعادت السلطات اللبنانية العسكرية والسياسية، لتلعب دورها وتتحمل مسؤوليتها». وعن دور الجيش اللبناني أشار إلى أن « قيادة حزب الله تسعى لتوريط كافة اللبنانيين والمؤسسات الأمنية اللبنانية في هذه الحرب، لتغطية تفردها باتخاذ القرار». الحدود مع فلسطين أوضح قطب أن الوضع على الحدود اللبنانية مع فلسطينالمحتلة متوتر جدا فالدوريات الإسرائيلية متواصلة والتعزيزات ظاهرة للعيان، والإعلان عن التدريبات والاستعدادات والمناورات من قبل الجيش الإسرائيلي يتم نشرها باستمرار، مشددا على أن «أي حرب قد تشتعل مع إسرائيل هذه المرة لن تكون نتيجتها كالحرب السابقة، لتغير الوقائع والمعطيات، ولوجود قوات دولية على الساحات الإقليمية المجاورة، في سورية والعراق، ولرغبة الدول الكبرى والإقليمية في إنهاء حالة الميليشيات التابعة لإيران في اليمن والعراق وسورية ولبنان، وما جرى في بلدة الجاهلية منذ أيام كشف أن هذه الميليشيات الداعمة لحزب الله، غير قادرة على لعب هذا الدور».
حزب الله يفاقم الأزمات في لبنان استخدام إسرائيل الأنفاق كذريعة لشن حرب على لبنان سلاح الحزب يمثل خرقا للشرعية المتمثلة بالجيش اللبناني ممارسات الحزب تشكل دويلة ضمن الدولة امتلاكه معابر حدودية خاصة به تسمح له بتجاهل الحكومة تبعية الحزب لإيران وتنفيذه لأجندتها في المنطقة