تفاعل المجلس البلدي بجدة أمس، مع الأمطار الغزيرة التي هطلت على المحافظة، وأغرقت بعض الأحياء، وأوقفت الحركة المرورية في كثير من الشوارع، واصفا تطمينات مسؤولي الأمانة بأنها انهارت على أرض الواقع. وعبر رئيس المجلس حسين باعقيل، في بيان صدر عن المجلس أمس، عن تضامنه وأعضاء المجلس مع المتضررين في المناطق المنكوبة، مؤكدا أنهم يشاركون الجميع أوجاعهم ويشعرون بآلامهم بعد أن تجددت مشاكل الكثير من الأسر في شرق الخط السريع بسبب السيول الغزيرة التي سقطت على جدة. وقال إن الأضرار البشرية لم تكن كبيرة، خصوصاً أن الدفاع المدني قام بدوره على أكمل وجه ونصح الجميع بتوخي الحذر وعدم الخروج من المنازل، علاوة على التحذيرات المبكرة من الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة، لكن عدم اكتمال مشاريع تصريف مياه الأمطار والسيول أدى إلى خسائر مادية في أم الخير والأجاويد وقويزة، وأدى إلى تجمع المياه فترات طويلة في أغلب شوارع جدة، وبات واضحاً أن التطمينات الكثيرة التي حصلنا عليها في الفترة الماضية انهارت كلها على أرض الواقع". وعبر نائب رئيس المجلس المهندس حسن الزهراني، عن أسفه الشديد للأضرار والخسائر التي خلفتها الأمطار في جدة أمس، وقال "حدث ما حذرنا منه خلال الفترة الماضية خلال ورش العمل التي استضافها المجلس بمشاركة الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة والدفاع المدني والأمانة وأصحاب الرأي والاختصاص، وشددنا خلالها على أهمية الانتهاء من مشاريع تصريف مياه الأمطار والسيول، والتحرك بسرعة لدرء الأخطار المحتملة على جميع الأحياء التي تقع بجانب مجرى السيل ووضع كل الاحترازات الممكنة لعدم تكرار مأساة العام الماضي". وأشار إلى أن المجلس حصل على تطمينات عديدة من المسؤولين عن إدارة درء مخاطر الأمطار والسيول في الأمانة، وقال "أبلغونا أنهم تسلموا الميزانية المعتمدة من وزارة المالية وأن العمل يجري على قدم وساق لمواجهة أي أخطار، وأنه سيتم تنظيف عبارات المياه الموجودة بطول طريق مكةالمكرمة القديم، ومن جانبنا قمنا بعدد من الزيارات الميدانية لكل الأماكن المتوقع تضررها، وسجلنا الكثير من الملاحظات والمقترحات ورفعناها للأمانة". من جانبه، ألقى عضو المجلس بسام أخضر باللائمة على الأمانة ووزارة المالية في زيادة الأضرار التي وقعت شرق الخط السريع، وقال في أعقاب مشاهدة الأضرار الجسيمة في مخطط أم الخير "كان بالإمكان تجنب الكثير من النكبات التي حدثت للناس أمس، لو نفذت الدراسات التي اعتمدتها هيئة المساحة والجيولوجيا السعودية بالاشتراك مع جامعة الملك عبدالعزيز، حيث تأخر البدء في إطلاق المشروعات نتيجة بطء الإجراءات وتأخر وزارة المالية في صرف الاعتمادات المقررة". وأضاف "لم نجد على أرض الواقع أي مشروع تم إنجازه بالفعل، حيث ظلت عبارات المياه في طريق مكة القديم معطلة والمسؤولية ضائعة بين الأمانة وشركة المياه الوطنية، وتعثر إنجاز مشاريع إنشاء قنوات تصريف المياه في شرق جدة لأسباب تتعلق ببطء عمل المقاول وتأخر الاعتمادات المالية ووجود بعض الخدمات الأرضية، وفي النهاية غرقت جدة تحت المطر". إلى ذلك، قرر المجلس عقد جلسة طارئة عقب صلاة الجمعة اليوم بمشاركة جميع الأعضاء ومسؤولين من الأمانة لبحث السبل الكفيلة لمواجهة آثار الأمطار والسيول.