أكد مراقبون أن المحتجين الإيرانيين عازمون على مواصلة في احتجاجاتهم لحين الحصول على مطالبهم المشروعة، رغم الاعتقالات والقمع والانتشار الواسع للقوات الأمنية الإيرانية، مشيرين إلى أن شهر نوفمبر الماضي شهد عشرات الاحتجاجات والإضرابات في كل أنحاء إيران، شارك فيها العمال والمعلمون والطلاب والمزارعون وجميع الشرائح المختلفة بالمجتمع الإيراني. وأوضح المراقبون أن ما يزيد من أزمة نظام الملالي في طهران ليس فقط الاحتجاجات، أو انعكاسات حزمة العقوبات الأميركية الأخيرة، وإنما الغضب الإقليمي من حوله، في ظل دعمه للميليشيات الإرهابية بعدد من الدول العربية، عبر إمدادها بالسلاح، ومضيه في التعويل على الفوضى وإشعال الحرائق والتلاعب بأمن وسلامة المنطقة وتعريضها للهزات. جزء من الانتفاضة
قال المعارض الإيراني، شاهرخ توكلي، إن الاحتجاجات الحالية في إيران هي جزء من الانتفاضة الشعبية العارمة، كما أكدت المعارضة الإيرانيةمرات عديدة بأن السبيل الوحيد لحل مشاكل الإيرانيين هو إسقاط نظام الملالي المعادي للشعب. وأوضح توكلي أن احتجاجات الشرائح المختلفة للشعب الإيراني ضد النظام تتوسع بشكل أكبر وهي مستمرة منذ قرابة شهر، ومن بينها احتجاجات وإضرابات عمال مصنع هفت تبه على عدم دفع حقوقهم ورواتبهم المتأخرة وعلى الظلم الواقع عليهم، كذلك إضراب عمال المجموعة الوطنية للصلب والفولاذ في الأحواز، حيث تجمع العمال أمام مبنى محافظة خوزستان. وبين توكلي أن النظام الإيراني عمل على كبح جماح هذه الاحتجاجات من خلال التهديد أو إعطاء الوعود الكاذبة ولكنه لم ينجح في ذلك، كون العمال أصبحوا حريصين أكثر من الأيام الماضية على مواصلة مظاهراتهم التي تحظى بدعم شعبي هائل. ظروف صعبة
أكد توكلي أن العمال الإيرانيين يعيشون في ظروف صعبة وقاسية، لافتا إلى ما ذكره أمين رابطة صانعي قطع السيارات بأن 100 ألف عامل تم إخراجهم من هذه الصناعة ومن الممكن أن يصل هذا العدد إلى 400 ألف عامل. وتوقع المعارض الإيراني استمرار حالة الاحتقان في المجتمع الإيراني، سيما بعد ارتفاع التضخم في إيران في شهر نوفمبر الماضي بنسبة 34.9% مقارنة بشهر نوفمبر من العام السابق، فضلا عن ارتفاع أسعار المواد الغذائية والمشروبات. وشدد توكلي على أن النظام الإيراني يمر في ظروف قاسية ويعاني من الإفلاس الاقتصادي ومع كل هذه الثروات والاحتياطي الموجود لا يقوم النظام بصرف ريال واحد على الشعب الإيراني والعمال المحرومين الذين يعيشون تحت خط الفقر. انخفاض صادرات النفط وحول العقوبات الأميركية، قال توكلي إن النقطة المهمة والمثيرة هي الضغوط التي طبقت نتيجة العقوبات الأخيرة على قوات الحرس الثوري القمعية، مبينا أنه عشية بدء العقوبات انخفضت صادرات النفط الإيراني من 2.5 مليون برميل في اليوم الواحد إلى 1 مليون برميل وهذه الحالة تعني لقوات الحرس أنه قد تم تقييد مصاردها المالية التي يستخدمها النظام لتوسيع ونشر الإرهاب والقمع في الداخل، خاصة مع وجود العقوبات البنكية والمالية التي جعلت من نقل وتحويل أموال قوات الحرس أمرا صعبا جدا. وأشار توكلي إلى ما تردد حول موضوع «SPV» أو ما يسمى الآلية المالية الخاصة الأوروبية من أجل الالتفاف على العقوبات الأميريكية، ناقلا عن دبلوماسي فرنسي قوله «هذه الآلية مهمة ولكن الأهم بالنسبة للإيرانيين هو النفط وتأمين صادراته لمدة طويلة الأمد»، في إشارة إلى أن الآلية الأوروبية لا تضمن للنظام الإيراني بيع نفطه إلى أوروبا، وأن هذه الآلية التي كانت تهدف للالتفاف على العقوبات الأميركية ستفشل في وصول النظام الإيراني للإمكانات الدولية. المشهد الداخلي في إيران عشرات الاحتجاجات خلال شهر نوفمبر الماضي العمال والمعلمون والطلاب والمزارعون يشاركون في الاحتجاجات ارتفاع التضخم وزيادة أسعار المواد الغذائية والمشروبات تسريح آلاف العمال وعدم صرف رواتبهم عمليات الاعتقالات والقمع تفشل في قمع المتظاهرين إدراك الإيرانيين أن إسقاط النظام هو السبيل لحل مشاكلهم