ألقى رئيس مجلس الشورى الشيخ الدكتور عبدالله بن محمد آل الشيخ كلمة رحّب فيها بخادم الحرمين الشريفين، وولي العهد، والحضور. وقال: مرحباً بكم في مجلس الشورى في يوم يعمه السرور والابتهاج، ويشرُف فيه المجلس بالخطاب الملكي الكريم في مستهل عام شوري جديد، هو العام الثالث من دورة المجلس السابعة ليضاف هذا العام إلى عقد مسيرة الشورى التي هي عنوان لمبدأ من المبادئ الراسخة التي تسير عليها بلادنا العزيزة. وأضاف: أن هذه البلاد المباركة تعيش عهدها الزاهر بفضل الله تعالى ثم بفضل قيادتكم الحكيمة، فلقد شهد هذه العهد خطوات واسعة وخططاً طموحة تهدف إلى رقي الوطن وتحقيق المزيد من الحياة الكريمة للمواطن، وها هي مشاعر البهجة والسرور تغمر المواطنين والمواطنات من جراء النجاح الذي حققته البرامج الاقتصادية الهادفة إلى رفع أداء الاقتصاد الوطني وتنويع الدخل وفتح ميادين العمل للأيدي الوطنية وتوطين الكثير من الأنشطة التجارية والاقتصادية، وغدت بلادنا محط أنظار الاقتصاديين والمستثمرين العالميين وباتت عضواً فاعلاً في مجموعة العشرين الاقتصادية الدولية.
جهد وطني قال رئيس مجلس الشورى: احتضنت العاصمة الرياض برعاية من مقامكم الكريم أعمال الدورة الثانية للمنتدى العالمي «مبادرة مستقبل الاستثمار للعام 2018» الذي تم خلاله توقيع اتفاقيات ضخمة ومشروعات استثمارية لمواصلة بناء شراكات استراتيجية قوية، بحضور عدد كبير من قادة ورؤساء الدول والوزراء المختصين والشخصيات البارزة والرواد من أصحاب القرار ورجال الأعمال والمستثمرين والمبتكرين وغيرهم ممن يسهمون في رسم آفاق مستقبل الاستثمار العالمي. وأضاف: وقد امتد دعمكم للجهد الوطني في الحفاظ على الثروة البيئية للمملكة ممثلاً في إنشاء مجلس المحميات الملكية ليجسد إنجازاً نوعياً من إنجازات الدولة في مجال المحافظة على الثروات البيئية من أجل نمو البيئة وعودتها إلى طبيعتها لتحقيق الاستفادة منها وفق نظام يحافظ عليها ويبقي على وجودها وتم تدشين ووضع حجر الأساس لعددٍ من المشروعات التنموية الكبرى. ونوه باعتزاز المجلس وفخره بجهود القيادة الرشيدة في توحيد الصف العربي وتعزيز التضامن الإسلامي لتحقيق الأمن السلام بالمنطقة والعالم. توجه حازم استطرد آل الشيخ قائلا: إن إعلان الميزانية للعام المالي 1439-1440، يمثل أنموذجاً لذلك التوجه الاقتصادي الحازم الذي يمثل جزءاً مهماً من الرؤيا الواعدة للمملكة «رؤية 2030»، كما أن برنامج تطوير القطاع المالي أحد تلك البرامج التي تسعى إلى تحقيق الرؤية بما يحمله من تطوير للقطاع المالي وزيادة وتعزيز كفاءته من أجل تهيئة البيئة اللازمة لتحسين نمط حياة المواطن والوطن، وتعزيز الفرص الاستثمارية وتنويع النشاط الاقتصادي. وأردف رئيس مجلس الشورى: لقد دشنتم رعاكم الله مشروع قطار الحرمين السريع الذي يمثل نقلة نوعية في مشاريع السكك الحديدية ليس على مستوى المملكة فحسب وإنما على المستوى الإقليمي ككل، وسيسهم هذا المشروع العملاق في خدمة المواطنين وقاصدي الحرمين الشريفين وتسهيل تنقلاتهم.
آمال وتطلعات أشار آل الشيخ إلى أن المجلس استمر على نهجه في التواصل مع المواطنين ومعرفة ما لديهم من أفكار ومقترحات من خلال تفاعله مع ما يطرح في وسائل الإعلام أو دراسة العرائض التي تصل المجلس عن طريق وسائل الاتصال المختلفة، وتسهيلاً لذلك فقد أوجد المجلس رابطًا للعرائض الإلكترونية يمكن من خلاله لأي مواطن تقديم آرائه ومقترحاته عبر هذا الرابط بكل يسر وسهولة وتحال هذه العرائض للجان المجلس المختصة للنظر فيها. وأكد أن المجلس واكب من خلال منصاته المختلفة على مواقع التواصل الاجتماعي المشاركة والتفاعل عبر إدارة متخصصة بهذا الشأن ليكون جسراً للتواصل مع المجتمع في إيصال وتلقي ما يسهم في الرقي بأداء المجلس وينهض بالآمال والتطلعات. وقال: إن الدعم الذي يلقاه مجلس الشورى من مقامكم الكريم شمل أيضاً دور الدبلوماسية البرلمانية التي يضطلع بها المجلس من خلال عضويته في العديد من الاتحادات والمنتديات البرلمانية الإقليمية والدولية ومن خلال استضافته وفود ولجان صداقة من عدد من المجالس البرلمانية في الدول الشقيقة والصديقة، وكان لهذه الجهود إسهامات جلية في تعزيز التواصل مع تلك البرلمانات وتصحيح الصورة المغلوطة عن المملكة ومواقفها وسياساتها واستقصاء التجارب البرلمانية الناجحة وبيان مواقف المملكة من مختلف القضايا والأحداث الدولية القائمة على الحق والعدل. عمل دؤوب تابع رئيس مجلس الشورى يقول: في نهاية كل عام شوري يأتي هذا التشريف بافتتاح العام الجديد ليشكل دافعاً لمجلس الشورى نحو المزيد من العمل من أجل تحقيق المهام المنوطة به في ظل دعم غير محدود من مقامكم الكريم وولي عهدكم الأمين، إيماناً برسالة الشورى ودورها الوطني في عملية التنمية والبناء والرقي. وأكد أن مجلس الشورى يواكب هذا الدعم بمزيد من العمل الدؤوب لتحقيق تطلعاتكم وملامسة اهتمام المواطن وآماله التي تشكل هاجساً لا يهدأ في أروقة هذا المجلس وفق توجيهاتكم الدائمة بأن يكون المواطن هو محور العمل والاهتمام. وأوضح أن المجلس درس خلال سنته الماضية العديد من مشروعات الأنظمة واللوائح والاتفاقيات، وناقش تقارير الأداء للأجهزة الحكومية - المحالة إليه من مقامكم الكريم -، وقد بلغ عدد الموضوعات التي ناقشها ودرسها خلال السنة الشورية الماضية «244» موضوعاً، واستضافت لجان المجلس المتخصصة العشرات من المسؤولين من مختلف الوزارات والأجهزة المختصة للوقوف على أدائها والتعرف على ما قد يعترضه من العوائق والعقبات، بغية التعاون في معالجتها وإيجاد الحلول التي تكفل سير العمل لما فيه تحقيق الأهداف والغايات المنشودة. كما استضاف المجلس في عدد من جلساته العامة بعضاً من أصحاب المعالي الوزراء لمناقشتهم في أداء وزاراتهم، واستعراض المتطلبات التي تهم المواطنين للوصول إلى أداء فعال يلبي الرغبات ويعالج المشكلات. وصول وافتتاح كان الملك سلمان بن عبدالعزيز، افتتح أعمال السنة الثالثة من الدورة السابعة لمجلس الشورى، بحضور ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، وذلك بمقر المجلس في الرياض. ولدى وصول خادم الحرمين الشريفين كان في استقباله المستشار الخاص لخادم الحرمين الشريفين صاحب السمو الملكي الأمير عبدالإله بن عبدالعزيز، وأمير منطقة الرياض الأمير فيصل بن بندر، ونائب أمير منطقة الرياض الأمير محمد بن عبدالرحمن، والأمير سلطان بن فهد بن سلمان، ووزير الداخلية الأمير عبدالعزيز بن سعود، والأمير عبدالمجيد بن عبدالإله بن عبدالعزيز، ومفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء رئيس اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ، ورئيس مجلس الشورى الشيخ الدكتور عبدالله بن محمد آل الشيخ، وكبار المسؤولين في مجلس الشورى ورؤساء اللجان. وفور وصول خادم الحرمين الشريفين، عُزف السلام الملكي، وبعد أن أخذ خادم الحرمين الشريفين مكانه في المنصة الرئيسة افتتحت أعمال السنة الثالثة من الدورة السابعة لمجلس الشورى، بتلاوة آيات من القرآن الكريم.