راجت بين كلمات المثقفين والأكاديميين وكتاب الصحف، المشاركين في لقاء الخطاب الثقافي السعودي الثالث، كلمات عبرت عن الواقع الاجتماعي بالمملكة، إذ استخدم أكثر من متحدث مفردات "بقايا حجاج، وطرش البحر" كحال الكاتب السعودي محمود صباغ حين وصف رواج تلك المفردات في اللقاء ب "حالة واقعية لما يتم طرحه في تعميق القبلية والعصبية بين أفراد المجتمع السعودي الواحد، وكاستشهاد واضح لما يدور في أروقته التي تناهض بكافة الأشكال صور الوحدة الوطنية". وطالب أحد الحاضرين ب "ضرورة أن يتقبل المجتمع تنوعه وعدم المساس بوحدته الوطنية من خلال استخدام تلك المفردات كتعبير عن حالة نقص في المواطنة لهذا البلد". وغالباً ما تستخدم تلك المفردات على أهالي سكان منطقة الحجاز بالمنطقة الغربية من السعودية، والذيني يطلق عليهم القبليون (طرش البحر أو بقايا حجاج)، أي الذين جاؤوا بالسفن ورماهم البحر داخل السعودية. وللتخفيف من حدة هذه المفردات وانعكاساتها في المجتمع، كانت الآيات القرآنية والأحاديث الشريفة الواردة في سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم، تقال "للتخفيف من حدة تلك العبارات المناطقية". وعلق الشاعر والكاتب سليمان الفليح العنزي في حديثه إلى "الوطن" على تلك المفردات بالقول: "يجب سن قانون من قبل الدولة والأجهزة الرسمية بتجريم كل من يستخدم الإساءات اللفظية المناطقية ولو على سبيل المزاح"، ونادى بضرورة "تعويد الأطفال في المدارس على التخلي عن الألقاب القبلية والعشائرية، والاكتفاء بالاسم الثلاثي، لتعزيز الوحدة الوطنية كمنهج شمولي والابتعاد عن المناطقية".