لم يستيقظ 4 متعاطين للحشيش المخدر، لم يتجاوز سن أكبرهم 16 عاما من كيفهم ونشوتهم داخل إحدى الغرف المغلقة في إحدى الشقق المفروشة بالمدينة المنورة إلا بعد سماع صوت ارتطام جثة زميلهم الخامس الذي ألقى بنفسه من نافذة الدور الرابع معتقدا أنه كان أمام باب الغرفة المغلق ولم يدرك من شدة "الاندماج" أنه كان أمام النافذة. وكان سقوط زميلهم وسماع صوت ارتطامه بالأرض مفارقاً الحياة اللحظة الوحيدة التي أيقظتهم من نشوتهم، ليفكروا بعد ذلك في رسم سيناريو ليتمكنوا من خلاله من تضليل رجال الأمن في التحقيق. القضية التي حققت فيها شرطة العقيق بالمدينة المنورة مؤخراً كشفت عن سقوط الحدث الخامس من نافذة شقة مفروشة، وباستجواب الذين كانوا معه في الغرفة أدلوا بمعلومات كاذبة ومضللة أثناء التحقيق قبل أن يعترفوا بالحقيقة لاحقاً، حيث ادعوا – بحسب ما ورد في لائحة الدعوى العامة - أنهم استأجروا الشقة من أجل اللعب ومشاهدة التلفزيون وأن المتوفى كان جالسا على النافذة، وقام حينها 3 أشخاص مجهولين بكسر الباب عليهم، وكان مع أحدهم – بحسب روايتهم- سكين فخاف منه زميلهم وسقط من النافذة ثم هرب الأشخاص الذين تسببوا في سقوطه. وبحسب لائحة الدعوى، فإنه من خلال استجواب المدعى عليهم سرعان ما تراجعوا عن أقوالهم واعترفوا بأنهم كانوا مجتمعين داخل الشقة المفروشة، وذلك لتعاطي الحشيش وخلال ذلك خُيل إليهم أن 3 أشخاص من رجال مكافحة المخدرات طرقوا عليهم الباب، وأشاروا إلى أن زميلهم المتوفى إثر سقوطه من الدور الرابع لم يكن كما ادعوا جالسا على النافذة بل إنه سقط من النافذة معتقدا أنها باب الغرفة وأراد الخروج منه.. معترفين بالوقت ذاته أنهم من قام بتحطيم باب الغرفة لتنفيذ السيناريو الذي أعدوه للخلاص من القضية. وانتهى التحقيق إلى تبرئة المدعى عليهم من حادثة مقتل زميلهم الخامس فيما وجهت إليهم التهمة بتضليل جهات التحقيق والإدلاء بمعلومات غير صحيحة والعبث بمسرح الجريمة وكسر الباب لتضليل رجال الأمن بمعلومات مكذوبة. وكانت الجهات المختصة أطلقت سراح الأحداث الأربعة وحدد لهم القاضي موعدا الشهر القادم بعد أن تخلف الأسبوع الماضي اثنان منهم عن حضور الجلسة وطلب من الشرطة إحضار الأربعة جميعاً للجلسة القادمة.